من «الطريق إلى إيلات» إلى «عسل إسود».. أبرز محطات مشوار طارق الأمير المليء بالإبداع والتحدي
رحل الفنان طارق الأمير تاركًا أثرًا واضحًا في المشهد الفني المصري، بعد مسيرة مميزة امتدت لعقود وشملت التمثيل والتأليف، إذ استطاع من خلال صراعه مع المرض وأزمته القلبية المتكررة أن يحافظ على حضور قوي وشخصيات لا تُنسى في السينما والتلفزيون
البداية الفنية ومسيرة طارق الأمير في السينما والتلفزيون
نشأ طارق الأمير في مصر عام 1965، حيث انبثق شغفه بالفن منذ نعومة أظافره، وكان المسرح والدراما جزءًا من حياته المبكرة، وهو ما دفعه لبدء مسيرته في بداية التسعينيات، عندما تنقل بين أدوار صغيرة وأخرى معقدة في كل من السينما والتلفزيون، مما أسهم في جعله اسمًا مألوفًا لدى الجمهور المصري والعربي. لم تكن أدواره بالضرورة أدوار بطولة، لكنه كان دائمًا قادرًا على منحها حضورًا مميزًا وأداءً ينبع من العفوية والواقعية، ما جعله عنصرًا لا غنى عنه في العديد من الأعمال الفنية
أبرز أعمال طارق الأمير وتألقه في التمثيل من الطريق إلى إيلات إلى عسل إسود
تميز طارق الأمير في السينما والتلفزيون بتقديم أدوار ثانوية لكنها محورية، حيث تمكّن من رسم شخصيات حقيقية تتحدث إلى المتلقي بسهولة، ومن أشهر أعماله في التمثيل:
- فيلم “الطريق إلى إيلات” عام 1993، وهو من بداياته السينمائية التي وضعته على طريق النجومية.
- مسلسل “وادي فيران” عام 1998 بشخصية “حماد”، التي لاقت قبولًا كبيرًا.
- مسلسل “أم كلثوم” عام 1999، حيث جسد دور “يوزباشي نافع” بشكل مميز.
- فيلم “اللي بالي بالك” عام 2003، بدور الضابط “هاني” الذي برز من خلاله.*
- فيلم “عوكل” عام 2004، ضمن تشكيلة أدواره المتنوعة.
- دوره في فيلم “عسل إسود” عام 2010 كـ”عبد المنصف”، والذي حاز على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
- ظهور مميز في فيلم “صنع في مصر” عام 2014 بشخصية ضابط الشرطة.
تميز بأداء بسيط وأصيل جعل أعماله قريبة من القلب رغم عدم حصوله على أدوار البطولة، وكان سببًا في خلق بصمة فنية لهذا الفنان الراحل التي لا تزال حاضرة في ذاكرة المشاهدين
مساهمة طارق الأمير في التأليف السينمائي وتأثيره الإنساني في الأعمال الفنية
لم يقتصر نجاح طارق الأمير على التمثيل فقط، بل أجاد التأليف وقدم عدداً من السيناريوهات التي حققت انتشارًا وشعبية واسعة، مثل:
- فيلم “كتكوت” عام 2006، بطولة محمد سعد، والذي جمع بين الكوميديا والرسائل الاجتماعية.
- فيلم “مطب صناعي” عام 2006، من بطولة أحمد حلمي، حيث استطاع كتابة حوار ذكي وممتع.
- فيلم “الحب كده” عام 2007، بطولة حمادة هلال، والذي نال استحسان الجمهور بفضل نصه الإنساني والكوميدي.
ترك طارق الأمير بصمة في عالم الكتابة السينمائية بنصوص تحمل طابعًا إنسانيًا كوميديًا هادفًا، مما عزز من مكانته في الوسط الفني وأثبت أنه فنان شامل ومتميز في مجاله، قادر على إيصال رسائل اجتماعية خفيفة بروح فكاهية تحظى بالتقدير
بهذه الأعمال والإنجازات، يبقى طارق الأمير اسماً لامعًا في تاريخ الفن المصري، وشخصية مميزة جمعت بين التمثيل والتأليف بأسلوب فريد يرسمه الممثل والكاتب بروح محبة للفن وإبداع متواصل
