ارتفاع مستمر.. الفضة تواصل الصعود وتقترب مكاسب أوقية المعدن من 150% بنهاية 2025

واصلت الفضة ارتفاعها القوي خلال عام 2025، مع مكاسب تجاوزت 148% للأوقية، مدعومة بزيادة الطلب الصناعي والاستثماري، إلى جانب استمرار العجز في المعروض العالمي، ما بعث على التفاؤل بين المستثمرين الباحثين عن المعادن النفيسة كملاذ آمن.

مكاسب الفضة وارتفاع الأسعار العالمية والمحلية

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية، حيث ارتفع جرام عيار 800 من 88 إلى 94 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 925 نحو 109 جنيهات، وعيار 999 قرابة 117 جنيهًا، مع استقرار سعر جنيه الفضة عند 872 جنيهًا، ما يؤكد الطلب المتزايد محليًا. وعلى الصعيد الدولي، سجلت الأوقية ارتفاعًا بنحو دولارين لتصل إلى حوالي 72 دولارًا، وهو أعلى مستوى قياسي في تاريخ المعدن؛ وذلك نتيجة استمرار القيود على المعروض وتسارع الطلب الصناعي والاستثماري في الأسواق العالمية، مما يعزز جاذبية الفضة كأصل استثماري في ظل ظروف اقتصادية معقدة.

العوامل الدافعة لتصاعد مكاسب الفضة خلال 2025

تتفوق الفضة بفارق كبير على الذهب في أداء الأسعار، إذ حققت نسبة مكاسب تجاوزت 148% مقابل 70% للذهب خلال العام الحالي، رغم أن نسبة الذهب إلى الفضة بلغت حوالي 62.26، ما يعكس تحسن قيمة الفضة مقارنة بالذهب. وتبرز عدة عوامل حاسمة في دعم الفضة، منها المخاطر الجيوسياسية والاضطرابات التجارية العالمية التي تزيد من توجّه المستثمرين نحو الأصول الآمنة كالفضة والذهب، لاسيما خلال مواسم تقلبات السيولة مثل موسم الأعياد. كما أدى تراجع السيولة مع نهاية العام إلى دفع المستثمرين لاعتماد المعادن الثمينة كأدوات تحوط بدلاً من المضاربات قصيرة المدى، في ظل توقعات مستمرة بتيسير السياسات النقدية التي تقلص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بهذه المعادن.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية والسياسات النقدية على أسعار الفضة

رغم المكاسب القوية، تفرض بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية حدودًا على استمرار صعود أسعار الفضة، فقد نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3% في الربع الثالث، مما يدعم الدولار ويضغط على أسعار المعادن النفيسة. في المقابل، أظهر مؤشر ثقة المستهلك تراجعًا إلى 89.1 نقطة في ديسمبر، ما يشير إلى حذر الأسر الأمريكية. وبانتظار بيانات سوق العمل المقبلة، تتوازن أسعار الفضة بين رهانات تخفيف السياسات النقدية وتحديات إدارة المخاطر العالمية. ويشكل احتمال خفض أسعار الفائدة خلال 2026 دعمًا مهمًا للفضة، غير أن أي توجه محتمل لرفع الفائدة قد يقلص من جاذبيتها، إذ قد يفضل المستثمرون الأدوات ذات العوائد الثابتة على حساب تقلبات أسعار المعدن النفيس.