تصاعد غير مسبوق .. ارتفاع أسعار النفط للجلسة السادسة بدعم أمريكي وتوترات جيوسياسية متصاعدة
تراجع مؤشر الدولار الأميركي بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مدفوعًا بتوقعات المستثمرين التي تشير إلى خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في العام المقبل؛ ما يثير تساؤلات حول استمرار هذا الانخفاض الذي قد يسجل أكبر خسارة سنوية منذ 2017، وسط إشارات متزايدة من البنوك المركزية حول نهاية دورة التيسير النقدي.
كيف تؤثر توقعات خفض الفائدة على تراجع مؤشر الدولار الأميركي في الأسواق العالمية
بالرغم من صدور بيانات قوية للناتج المحلي الإجمالي الأميركي مؤخرًا، إلا أن هذه المؤشرات لم تؤثر على توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة؛ إذ تشير الأسعار المتداولة حاليًا إلى احتمال خفض سعر الفائدة مرتين إضافيتين خلال 2026، مما يعكس توجهات نحو تخفيف السياسة النقدية، وهذا بدوره يدعم استمرار تراجع مؤشر الدولار الأميركي. وأوضح ديفيد ميركل، كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس، أن المحادثات تدور حول خفض محتمل بمقدار 25 نقطة أساس للوصول إلى معدل بين 3% و3.25%، معتمدًا على تراجع معدلات التضخم كعامل محفز لهذا السيناريو.
مقارنة أداء الدولار مقابل العملات العالمية وتأثيره على تحركات السوق
شهد كل من اليورو والجنيه الإسترليني ارتفاعات طفيفة، حيث عاد اليورو إلى مستوى 1.180 دولار والباوند عند 1.3522 دولار، وهو ما يمثل أعلى مستوى لهما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما هبط مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته خلال الشهرين والنصف، مع توقعات بخسارة سنوية تصل إلى 9.8%، وهو انخفاض يعكس تقلبات عام كامل من المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية المتذبذبة وتأثيراتها على ثقة المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، يضاف إلى هذه المخاوف تقليل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بسبب النفوذ المتزايد للرئاسة الأميركية.
دور البنوك المركزية العالمية في دعم العملات مقابل الدولار وتأثير ذلك على تراجع مؤشر الدولار الأميركي
حافظ البنك المركزي الأوروبي على استقرار أسعار الفائدة، مع رفع توقعاته للنمو والتضخم، مما أغلق الباب أمام أي تيسير نقدي إضافي في الوقت الراهن، فأدى ذلك إلى تعزيز اليورو. وفي الوقت نفسه، تشهد أستراليا ونيوزيلندا احتمالات رفع الفائدة، حيث سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 8.4% ليصل إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر، فيما وصل الدولار النيوزيلندي إلى ذروته خلال شهرين ونصف. ويُذكر أن الجنيه الإسترليني ارتفع بحوالي 8% هذا العام، وسط مؤشرات على خفض محتمل لأسعار الفائدة في 2026 مع احتمالية خفض ثاني. وعلى صعيد العملات الأوروبية الأصغر التي تتميز بمعدلات دين منخفضة، برز أداؤها القوي، مع خسائر الدولار الاميركي مقابلها على النحو التالي:
| العملة | نسبة التراجع مقابل الدولار (%) | أعلى/أدنى مستوى مسجل مؤخراً |
|---|---|---|
| الكرونة النرويجية | 12% | مستوى منخفض أمام الدولار |
| الفرنك السويسري | 13% | 0.7865 فرنك |
| الكرونة السويدية | 17% | 9.167 كرونة (أدنى مستوى منذ 2022) |
توقعات تحركات الين الياباني وتأثير تدخلات البنك المركزي على تراجع مؤشر الدولار الأميركي
لا يزال الين الياباني محور اهتمام الأسواق، خاصة مع احتمالية تدخل البنك المركزي الياباني لدعم العملة عقب موجة تراجع مستمرة؛ حيث أكدت وزيرة المالية اليابانية، ساتسوكي كاتاياما، استعداد طوكيو الكامل للتصدي للتحركات المفرطة للين، مما أوقف الهبوط بعد تراجع الدولار 0.3% مقابل الين إلى 155.83 ين، عقب هبوط سابق بنسبة 0.5%. ورغم رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مؤخرًا، كانت هذه الخطوة متوقعة، وتعليقات المحافظ كازو أويدا لم تتضمن تشديدًا بالقدر الذي كان يتوقعه بعض المستثمرين، ما يحافظ على أجواء من الحذر والترقب لأي تدخل رسمي في ظل انخفاض سيولة السوق مع اقتراب العام من نهايته، وهو ما قد يوفر فرصة مناسبة لإجراءات دعم من السلطات اليابانية.
