تحول مفاجئ .. الذهب يقتحم مستويات 4,500 دولار ويقفز لأعلى سعر في التاريخ

ارتفعت أسعار الذهب اليوم في السوق الأوروبية لتواصل تحقيق مكاسبها المتتالية، مسجلة أرقامًا قياسية جديدة تجاوزت 4,500 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، مع تزايد الطلب على المعدن الثمين وسط ضعف الدولار الأمريكي في سوق العملات. هذا الارتفاع يأتي مع توقعات متزايدة بخفض سعر الفائدة الأمريكية في العام المقبل، مما يجعل المعادن النفيسة خيارًا استثماريًا جذابًا في ظل هذه الأجواء الاقتصادية المتقلبة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وسط تحركات الدولار الأمريكي

ارتفع سعر الذهب بحوالي 0.95% ليصل إلى 4,525.96 دولار للأونصة كأعلى مستوى تاريخي، بعد افتتاحه عند 4,484.25 دولار وسجل أدنى مستوى عند 4,467.84 دولار، وذلك للفوز بثالث مكسب يومي متتالي بنسبة 0.9% عند تسوية يوم الثلاثاء. في المقابل، فقد مؤشر الدولار الأمريكي 0.1% مواصلًا خسائره لليوم الثالث على التوالي ووصل إلى أدنى مستوى منذ شهرين ونصف، نتيجة استمرار هبوط العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، مما يزيد من جاذبية السبائك الذهبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. وتترافق هذه الخسائر مع عمليات بيع الدولار استعدادًا لعطلات العيد ونهاية العام، بالإضافة إلى تعليقات المحافظين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تعكس قلقهم من ضعف مؤشرات سوق العمل الأمريكي.

تأثير قرارات سعر الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب واستمرار الطلب

يراقب المستثمرون عن كثب مؤشرات احتمالات خفض سعر الفائدة الأمريكية، حيث تشير تسعيرات أداة “فيد ووتش” إلى أن احتمال بقاء سعر الفائدة دون تغيير في اجتماع يناير 2026 مستقر عند 87%، مع توقع خفض محتمل بنحو 25 نقطة أساس بنسبة 13%. وبالرغم من ذلك، فإن توقعات خفض السعر مرتين خلال العام المقبل تتفوق على توقعات الاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى خفض واحد فقط. هذا التباين يجعل المستثمرين يترقبون صدور بيانات اقتصادية مهمة عن نمو الاقتصاد الأمريكي، في ظل تصريحات تلمح إلى أن مجلس الاحتياطي قد يتجه لتسهيلات نقدية أكبر بسبب ضعف سوق العمل، وهو ما يدعم بشكل مباشر استمرار قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

توقعات أداء الذهب وسط التوترات الدولية والبيانات الاقتصادية الأمريكية

يرى محللو ميتسوبيشي أن تسجيل أسعار المعادن النفيسة لهذه المستويات المتقدمة في نهاية العام يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الطلب على الذهب، دون الاتجاه لجني الأرباح المعتاد خلال موسم العطلات. يضيف “زين فاودا” من ماركت بالس أن رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد صدور بيانات التضخم وسوق العمل تدفع الطلب على المعادن النفيسة، خصوصًا الذهب، إلى مستويات قوية. كما يظل الطلب مدعومًا بالتوترات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الغموض المحيط بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، والتحركات الأمريكية الأخيرة تجاه ناقلات النفط الفنزويلية. وفيما يخص صندوق SPDR Gold Trust، فقد ظلت حيازاته ثابتة عند 1,054.56 طن متري، وهو مستوى لم يشهده الصندوق منذ يونيو 2022، مما يؤكد استمرار توجه المستثمرين نحو الذهب كاستثمار استراتيجي.