ارتفاع أسعار الذهب .. ارتفع الذهب 16 دولارًا مع هبوط مؤشر العملة الأميركية بشكل ملحوظ

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 16 دولارًا خلال تعاملات يوم الأربعاء 24 ديسمبر/كانون الأول 2025، لتواصل تحقيق المكاسب للجلسة الرابعة على التوالي مع هبوط مؤشر العملة الأميركية، ما دفع المستثمرين إلى التركيز على المعادن الثمينة كأداة تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتجارية، وزاد من ذلك التوقعات بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل.

تحليل مفصل لأسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثيرها على السوق

تعود الارتفاعات المستمرة في أسعار الذهب إلى توقعات السياسة النقدية الأميركية المرنة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على المعادن الثمينة إلى مستويات قياسية؛ إذ شهد السوق حركة نشطة دفعتها عوامل مثل ضعف السيولة قرب نهاية العام وتزايد المخاوف العالمية، وفقًا لتصريحات إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تاتسي ليف، الذي أوضح أن الذهب أصبح يعتبر وسيلة محايدة من ناحية المخاطر السيادية في ظل تقلص العولمة واستمرار النزاعات العالمية؛ مشيرًا إلى أن الاتجاه الصاعد قد يستمر ليرتفع الذهب إلى حدود 5000 دولار خلال الستة إلى الاثني عشر شهرًا القادمة، بينما قد يصل سعر الفضة إلى 80 دولارًا مع وصول الأسواق إلى المستويات النفسية الهامة.

أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة اليوم وسط تغيرات مؤشر الدولار

بحلول الساعة 06:53 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:53 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2026 ارتفاعًا بنسبة 0.37% أو 16.6 دولارًا، لتبلغ 4522.60 دولارًا للأوقية، أما عقود التسليم الفوري فزادت بنسبة 0.21% إلى 4494 دولارًا للأوقية، مع ارتفاع ملحوظ أيضًا في أسعار المعادن الأخرى مثل الفضة التي قفزت بنسبة 1.12% إلى 72.23 دولارًا للأوقية عند أعلى مستوياتها التاريخية، والبلاتين الذي سجل زيادة بنسبة 2.28% ليبلغ 2342.22 دولارًا، إضافة إلى البلاديوم الذي صعد بنسبة 4.34% ليصل إلى 1938.16 دولارًا، وهو أعلى سعر له منذ حوالي ثلاث سنوات؛ وجاء هذا التغير في وقت انخفض فيه مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسة، بنسبة 0.12% ليصل إلى 97.82 نقطة، ما دعم قوة المعادن الثمينة.

مستقبل أسعار الذهب والفضة وأهم العوامل المؤثرة عليها

شهد الذهب قفزة تقارب 70% خلال عام 2025، وهي أكبر مكاسب سنوية منذ 1979، مدفوعًا بعدة عوامل من بينها الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية والشراء المكثف من المصارف المركزية، جنبًا إلى جنب مع تراجع الطلب على الدولار وتدفقات الاستثمار في صناديق التداول المتداولة؛ أما الفضة فحقق ارتفاعًا أكثر من 150% وذلك يعود لقوة الطلب الاستثماري وتصنيفها كأحد المعادن الحيوية في الولايات المتحدة وعمليات الشراء النشطة التي تعزز السوق؛ ويرى تيم ووتر، كبير محللي السوق في شركة كي سي إم تريد، أن الذهب والفضة قد دفعا السوق إلى مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع، مما يعكس مكانتهما كملاذ آمن في ظل استمرار الدين العالمي المتوقع وخفض الفائدة الأميركية.

أما أسعار البلاتين والبلاديوم، اللذين يُستخدمان في المحولات الحفازة للسيارات للحد من الانبعاثات، فقد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العام، مدفوعة بنقص المعروض من المناجم وتزايد عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية، بالإضافة إلى تحول انتباه المستثمرين من الذهب إلى هذه المعادن؛ حيث صعد البلاتين بحوالي 160%، وحقق البلاديوم مكاسب تزيد عن 100% مقارنة ببداية السنة، حسبما ذكر سبيفاك الذي أكد أن الأسواق الهشة لهذه المعادن تجعلها عرضة لتقلبات حادة، لكنها عمومًا تسير في خط أداء الذهب مع عودة السيولة.

المعدن نسبة الارتفاع في 2025 أسباب الارتفاع
الذهب حوالي 70% طلب ملاذات آمنة، خفض أسعار الفائدة، دعم المصارف المركزية
الفضة أكثر من 150% طلب استثماري قوي، تصنيفها معدنًا حيويًا
البلاتين نحو 160% نقص الإمدادات، تعريفت جمركية، انتقال استثماري
البلاديوم أكثر من 100% محدودية العرض، طلب صناعي واستثماري

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.