قفزة استثنائية.. الذهب يسجّل مستوى قياسي جديد متجاوزًا 4500 دولار للأونصة ويشعل الأسواق العالمية

ارتفع الذهب بأكثر من 4500 دولار للأوقية للمرة الأولى في التاريخ، مدعوماً بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وتوقعات بخفض فائدة البنك المركزي الأميركي خلال العام المقبل، فيما سجلت الفضة والبلاتين أرقاما قياسية مماثلة. بلغ سعر الذهب في السوق الفوري 4503.59 دولارًا للأوقية، بعد أن تجاوز مستوى 4509.65 دولارًا سابقًا؛ كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية لشهر فبراير بنسبة 0.7% إلى مستوى قياسي عند 4540.60 دولارًا للأوقية.

تأثير زيادة الطلب على المعادن النفيسة على أسعار الذهب والفضة

حقق الذهب ارتفاعاً قوياً هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 72% مسجلاً مستويات قياسية متكررة؛ بينما تفوقت الفضة بفارق واضح، إذ قفزت بنسبة 149% منذ بداية العام، متجاوزة حاجز 70 دولارًا للأوقية بفضل عجز هيكلي في السوق، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة، فضلاً عن زيادة الطلب الصناعي عليها؛ ويرجع ذلك إلى رغبة المستثمرين والبنوك المركزية بتنويع احتياطياتهم بعيدًا عن الدولار وسط مخاوف الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية. ساعد انخفاض قيمة الدولار إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر على جاذبية الذهب للمشترين الدوليين، باعتباره الملاذ الإستثماري الأمثل.

العوامل الاقتصادية وتأثيرها على خفض أسعار الفائدة الأميركية ومعدلات الذهب

تتراجع التوقعات الاقتصادية بدعم من احتمالية خفض معدلات الفائدة الأمريكية مرتين في العام المقبل، ما يعزز توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والاضطرابات المالية؛ يعود ارتفاع الذهب أيضاً إلى التيسير النقدي المستمر، والنزاعات الجيوسياسية القائمة التي تزيد من حدة الاهتمام بالمعادن النفيسة. تبقى البنوك المركزية من اللاعبين الأساسيين في هذا السوق، حيث تواصل تعزيز مشترياتها من الذهب ضمن محاولتها لتجنب المخاطر المرتبطة بالدولار.

ارتفاع قياسي للبلاتين والبلاديوم يعكس تنامي الطلب العالمي على المعادن النادرة

عانت السوق من صعود حاد في أسعار البلاتين، حيث بلغ سعره الفوري 2342.25 دولارًا للأوقية، بعد تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 2347.40 دولارًا؛ كما ارتفع سعر البلاديوم بما يقارب 3% إلى 1919.69 دولارًا للأوقية، مسجلاً أعلى مستوى في ثلاثة أعوام. تعكس هذه الارتفاعات الطلب القوي الذي يرجع إلى الاستخدام الصناعي المتزايد، خاصة في قطاع السيارات والتكنولوجيا، إضافة إلى محدودية التوريد الذي يشكل ضغطًا على الأسواق؛ الأمر الذي يجعل هذه المعادن خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن التنويع والحماية في ظل تحولات الأسواق العالمية.