دوران مفاجئ.. الدولار الأمريكي يفقد 10% في أسوأ أداء سنوي منذ 2003 ويهز الأسواق بحدة
يتجه مؤشر أداء العملات الأجنبية هذا العام نحو تسجيل تحولات بارزة، حيث يبرز ارتفاع اليورو بعشرة بالمئة ونصف كنسبة مكاسب تزيد عن 14% مقابل الدولار، مقارنة بصعود الإسترليني والبعض من العملات الأخرى؛ مما يعكس توقعات المستثمرين بشأن قرارات سياسة الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل.
تأثير رفع الفائدة على تحركات العملات مع توقعات خفضها في الولايات المتحدة
شهد الدولار تراجعًا واضحًا خلال العام الحالي في ظل توجه المستثمرين لتوقع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة العام المقبل، على الرغم من أن بنوكًا مركزية أخرى تتجه لرفع معدلات الفائدة، ما تسبب في اختبار الآراء بشأن السياسات النقدية المختلفة حول العالم؛ فقد واصل الدولار انخفاضه في سوق آسيا رغم صدور بيانات قوية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، التي لم تقدر على تغيير مشاعر السوق نحو احتمالية خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في العام القادم. وأكد الخبير الاقتصادي ديفيد ميريكل من جولدمان ساكس على التوقعات التي تشير إلى قيام اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرتين، ليصبح المركب بين 3 و3.25%، مع ملاحظة أن المخاطر تميل نحو الاستقرار بسبب تباطؤ وتيرة التضخم.
الهبوط التاريخي للدولار مقابل سلة العملات وتعزيز أداء العملات الكبرى
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته على مدار شهرين ونصف عند 97.767 مقابل سلة العملات الرئيسية، ما يجعله يتجه نحو خسارة سنوية تبلغ 9.9%، وهو أسوأ أداء له منذ 2003، في عام اعترف بالتقلبات الحادة التي شهدها بسبب تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية التي أشعلت أزمة في الثقة بأصول الدولار، إلى جانب المخاوف من تأثير تدخل دونالد ترامب على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. إلى المقابل، فإن اليورو حقق ارتفاعًا لا بأس به، حيث وصل إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 1.1806 دولار، مع تسجيل مكاسب سنوية تزيد عن 14% منذ بداية هذا العام، مما يضع اليورو في مسار التسجيل لأفضل أداء منذ العام ذاته 2003.
صعود ملحوظ للعملات مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والجنيه الإسترليني
شهدت العملات الرئيسية الأخرى أيضًا ارتفاعات ملحوظة، فقد زاد الدولار الأسترالي بنسبة 8.4% منذ بدء العام، ليقفز إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.6710 دولار أمريكي، كما لامس الدولار النيوزيلندي قمة شهرين ونصف عند 0.58475 دولار، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 4.5% خلال سنة 2023. بالإضافة إلى ذلك، شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ليصل إلى 1.3531 دولار، محققًا مكاسب سنوية بأكثر من 8%، وهو ما يعكس تحسناً في الثقة بالاقتصاد البريطاني وسط تقلبات الأسواق العالمية. وفي الجانب الآخر، ارتفع الين الياباني بشكل طفيف، مستقرًا عند 155.60 للدولار بعد زيادة 0.5% في الجلسة السابقة، ما يشير إلى تحركات محافظ الين في ظل ظروف الاقتصاد العالمي الراهنة.
| العملة | المكاسب السنوية (%) | أعلى مستوى خلال العام |
|---|---|---|
| اليورو | 14% | 1.1806 دولار (أعلى مستوى 3 أشهر) |
| الإسترليني | 8% | 1.3531 دولار (أعلى مستوى 3 أشهر) |
| الدولار الأسترالي | 8.4% | 0.6710 دولار (أعلى مستوى 3 أشهر) |
| الدولار النيوزيلندي | 4.5% | 0.58475 دولار (أعلى مستوى شهرين ونصف) |
| الين الياباني | 0.9% تقريبا | 155.60 للدولار (تذبذب طفيف) |
