قفزة تاريخية.. الفضة تصل إلى 70 دولارًا للأونصة وتُسجل أعلى مستوى على الإطلاق

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية يوم الثلاثاء، متمسكة بمكاسبها لليوم الثالث على التوالي، حيث يقترب المعدن الثمين من مستوى تداول فوق 4,500 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، مدعومة بطلب استثماري قوي، بالإضافة إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي في سوق الصرف.

ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار الأمريكي وتأثيره على الأسواق

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة حوالي 1.25% لتصل إلى 4,497.86 دولار للأونصة، مقارنة بمستوى افتتاح التداول عند 4,443.38 دولار، مع تسجيل أدنى سعر عند نفس المستوى، في استمرار للارتفاع الذي بدأ في الجلسة السابقة. عند تسوية الأسعار يوم الاثنين، ارتفعت أسعار المعدن بنسبة 2.4% في ثاني مكسب يومي على التوالي، بعد تجاوزها حاجز 4,400 دولار للمرة الأولى على الإطلاق. فيما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، ليعمق خسائره للجلسة الثانية على التوالي مسجلاً أدنى مستوى له في أسبوع، مع استمرار هبوط قيمة العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، الأمر الذي يجعل الذهب المسعر بالدولار أكثر جذبًا للمشترين الذين يحملون عملات أخرى. هذا التراجع جاء وسط نشاط بيع الدولار قبيل عطلات عيد الميلاد ورأس السنة، وكذلك تحت ضغط تخوفات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بضعف مؤشرات سوق العمل في الولايات المتحدة.

ارتباط أسعار الذهب بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية ونمو الاقتصاد

يرتبط ارتفاع أسعار الذهب بشكل مباشر بزيادة احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأمريكية مرتين خلال العام القادم، حيث يراقب المستثمرون صدور بيانات نمو الاقتصاد الأمريكي للربع الثالث، المتأخرة بسبب إغلاق الحكومة. وفق أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، تسعير احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة في اجتماع يناير 2026 مستقر عند 78%، بينما احتمال خفض 25 نقطة أساس يبلغ 22%. في الوقت نفسه، يتوقع المستثمرون خفضين لسعر الفائدة خلال العام المقبل، رغم أن توقعات الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى خفض واحد فقط. من المتوقع أن تصدر القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي بمعدل نمو 3.2% للربع الثالث، بعد تسجيل نمو 3.8% في الربع السابق، ما يعزز معدلات إعادة التسعير في الأسواق المالية وأسعار المعدن.

التوقعات الفنية والمالية حول مستقبل أسعار الذهب والمعدن النفيس

تحافظ التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا على دور الذهب كأداة تحوط ضد عدم اليقين، كما أوضح تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد. وأشار إلى أن ارتفاع الذهب هذا الأسبوع يعكس تحولاً في مراكز المستثمرين، مع توقعات بمزيد من التيسير في أسعار الفائدة الأمريكية. المشهد يشير إلى أن المعادن النفيسة تظل وسيلة فعالة لتنويع المحافظ والحفاظ على القيمة، ولا يبدو أن أسعار الذهب والفضة وصلت إلى ذروتها بعد. من جهة أخرى، يرى فرانك والباوم، محلل الأسواق في شركة ناغا، أن انخفاض السيولة مع اقتراب نهاية العام قد يزيد من تقلبات الأسعار، خاصة مع حساسية الذهب للتطورات الجيوسياسية وتغير توقعات أسعار الفائدة. أما مايكل براون، كبير الاستراتيجيين في شركة بيبرستون، فأكد أن بعض التقلبات العرضية قد تظهر خلال فترة الأعياد بسبب تراجع السيولة، لكنه توقع استئناف موجة الصعود بقوة مع عودة التداولات لمستوياتها الطبيعية، مع وضع هدف 5,000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، بينما حدد هدف 75 دولارًا للفضة على المدى الطويل.

زيادات قياسية في حيازات الذهب لدى صندوق SPDR ودلالة فنية للسوق

شهدت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن النفيس، زيادة هائلة يوم الاثنين بواقع 12.02 طن متري، وهي أكبر زيادة يومية منذ 17 أكتوبر، ليرتفع الإجمالي إلى 1,054.56 طن متري، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو 2022. هذا النمو في الحيازات يؤكد التصاعد المستمر في الطلب على الذهب كأصل استثماري آمن وسط حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي الحالي. بشكل فني، يواصل سعر الذهب تحطيم مستويات قياسية جديدة مع توقعات استمراره في الصعود حتى نهاية العام، مع مراقبة الأسواق لأي تغييرات في سياسات الفائدة الأمريكية وتأثيرها على المسار المستقبلي للمعدن النفيس.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة