قفزة غير متوقعة .. الذهب يحطم أرقامه القياسية ويتجاوز 4400 دولار بفعل التوترات الجيوسياسية العالمية

ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية خلال التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، مع زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بسبب تجدد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل وتصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما دفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة تحميهم من المخاطر.

ارتفاع أسعار الذهب الفوري والعقود الآجلة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة

شهد سعر الذهب الفوري قفزة بنسبة 1.4% ليصل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 4403.60 دولار للأونصة، متجاوزًا أعلى مستوياته المسجلة في أكتوبر الماضي، فيما ارتفعت العقود الآجلة لشهر فبراير بما يزيد عن 1% لتصل إلى 4442.55 دولارًا للأونصة؛ وذلك نتيجة المخاوف العالمية التي تحيط بالوضع السياسي. هذه الزيادة في أسعار الذهب الفوري والعقود الآجلة تعكس بوضوح كيفية تأثر سوق المعدن النفيس بالتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة أموالهم وسط حالة عدم اليقين.

تسجيل الفضة والبلاتين والبلاديوم مستويات قياسية بفضل الطلب على المعادن النفيسة

قفز سعر الفضة الفوري بأكثر من 3% ليسجل رقمًا قياسيًا وصل إلى 69.4545 دولارًا للأونصة، بينما بلغت العقود الآجلة مستوى عاليًا عند 69.515 دولارًا للأونصة، كما شهد البلاتين ارتفاعًا يتجاوز 2% متجاوزًا حاجز 2000 دولار للأونصة لأول مرة منذ عام 2008، في حين حقق البلاديوم قفزة بنحو 5% ليرتفع إلى 1799.20 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ حوالي ثلاث سنوات. وتأتي هذه المكاسب في إطار انتعاش طويل الأمد لأسواق المعادن النفيسة مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة، وتراجع المعروض في الأسواق، وزيادة الطلب الذي أدى إلى دفع الأسعار نحو مستويات قياسية لم نشهدها منذ سنوات.

كيف تؤثر التوترات في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية على أسعار الذهب والفضة والبلاتين

زاد الطلب على المعادن النفيسة بعد تزايد المخاوف من تصاعد التوترات، حيث أبلغت تقارير عن نية إسرائيل إطلاع الولايات المتحدة على خطط لشن هجوم جديد ضد إيران؛ وذلك خشيةً من استمرار طهران في برنامجها النووي، وقد تم الإعلان عن لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ديسمبر لبحث هذه القضية. في نفس الوقت، تتصاعد التوترات بين واشنطن وكراكاس مع تقارير تفيد باستعداد الولايات المتحدة لاعتراض ناقلة نفط ثالثة قرب سواحل فنزويلا، في خطوة تزيد من حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي. وفي ظل تشديد واشنطن، في عهد ترامب، الرقابة على شؤون فنزويلا، حيث تتهمها باستخدام إيرادات النفط لتمويل نشاطات غير قانونية، لم تعد المخاوف السياسية محصورة في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل امتدت إلى قارة أمريكا الجنوبية، ما يعزز من دور الذهب والفضة والبلاتين كملاذات آمنة وسط هذه الظروف.

توضح هذه الأرقام والتقارير كيف باتت أسعار الذهب والفضة والبلاتين في مقدمة اهتمامات المستثمرين الذين يبحثون عن أدوات استثمارية مستقرة وسط تقلبات السوق، ويعكس هذا الاتجاه تغير خطاب البنوك المركزية التي تميل نحو تخفيف السياسة النقدية مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، حيث يرى المحللون أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كعنصر استراتيجي في محافظ الاستثمار لا تقتصر وظيفته على حماية تكتيكية مؤقتة فقط.