الريال اليمني يحقق انتعاشة مفاجئة.. استقرار نسبي أمام السعودي والدولار والمواطنون يحتفلون

تُظهر الأسواق المالية في اليمن فجوة غير مسبوقة بين سعر الدولار في صنعاء ومأرب، حيث يفصل بينهما فروق تصل إلى 1076 ريالًا، وهذا يعكس التحديات التي تواجه العملة اليمنية رغم الاحتفالات المحلية بما يسمى “القفزة التاريخية المنتظرة للريال اليمني”؛ إذ إن الواقع الاقتصادي يظل معقدًا ومتباينًا بشكل واضح بين المناطق.

تباين أسعار الدولار والعملات الأجنبية وعلاقته بالريال اليمني

تتفاوت أسعار الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ بين العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية مثل مأرب وعدن؛ فبينما يصل سعر شراء الدولار في صنعاء إلى 537 ريالًا و540 للبيع، تتضاعف تلك الأسعار في مأرب وعدن لتصل إلى 1615 ريالًا للشراء و1626 للبيع، ما يعكس انقسام سوقي واضح للغاية، ولا يقتصر الأمر على الدولار فقط، بل يمتد إلى الريال السعودي الذي يُباع في صنعاء بين 140 و141 ريالًا، مقارنة بأسعار تتراوح بين 425 و428 ريالًا في المدن الأخرى، وهذا يعني قدرة شرائية تفوق ثلاثة أضعاف للمواطن في صنعاء مقارنة بنظيره في المناطق الأخرى، مما يشير إلى تباين قاتل في الواقع النقدي.

انقسام النظام المصرفي وتباين السياسات النقدية كعوامل مؤثرة على استقرار الريال اليمني

تكشف البيانات الاقتصادية الحقيقة المعقدة التي تقف خلف ما يُسمى بالاستقرار النسبي للعملة اليمنية، إذ يُعزى التباين العميق إلى انقسام النظام المصرفي اليمني بين سلطتين منفصلتين، إضافة إلى اختلاف واضح في السياسات النقدية وآليات التحكم في السيولة داخل كل منطقة، كما يتأثر الوضع بقنوات التحويل ومصادر العملة الصعبة المختلفة التي تستخدم في كل منطقة بشكل منفصل، مما يعمق الهوة بين المناطق الاقتصادية ويخنق فرص تحقيق تعافي موحد أو قوي لقيمة الريال اليمني.

التحديات المستقبلية وفرص تعافي الريال اليمني في ظل التفاوت الجغرافي والاقتصادي

بالرغم من الحديث المتكرر عن تحسن طفيف أو “بصيص أمل” في استعادة قوّة الريال اليمني الشرائية، تشير التوقعات إلى تحركات محدودة خلال الأيام المقبلة، فما زالت الفجوة الكبيرة بين أسعار الدولار والريال السعودي في صنعاء ومأرب تمثل أبرز التحديات التي تعيق أي انتعاشة حقيقية ومستمرة لقيمة الريال اليمني، إذ أن استدامة هذه التفاوتات الجغرافية والاقتصادية تستدعي إعادة النظر في السياسات النقدية وإعادة التوحيد بين الأسواق للوصول إلى استقرار مستدام يعزز من قوة العملة الوطنية حقًاً.