مفاجآت التوقعات.. «يادايا» وصناديق الاقتراع تحسم مستقبل بورما بعد انتخابات ديسمبر

تُركز التوقعات في بورما بعد انتخابات ديسمبر 2025 على تأثير طقوس «يادايا» والتنجيم أكثر من صناديق الاقتراع، حيث يُعتقد أن قراءة النجوم وأسرار الهندسة المقدسة تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل البلاد في ظل ثقافة شعبية عميقة الإيمان بعالم الغيب، وهذا ما يثير اهتمام الكثيرين حول مصير بورما وما ينتظرها بعد الانتخابات.

دور طقوس «يادايا» والتنجيم في تحديد مستقبل بورما بعد انتخابات ديسمبر

يشكل مصير بورما بعد الانتخابات المحورية في ديسمبر محور قلق كبير بين سكانها، لا سيما مع اعتماد جزء واسع منهم على طقوس «يادايا» والتنجيم لمعرفة النتائج المحتملة، بدلاً من الاعتماد فقط على صناديق الاقتراع؛ فهذه الطقوس تُؤمن بتحقيق توازن روحي وأمل في استقرار البلاد المضطربة. بعد إعلان المجلس العسكري إجراء الانتخابات البرلمانية في 28 ديسمبر، يُطرح السؤال عند غالبية الناس عما إذا كانت الأوضاع ستتحسن بالفعل، خاصةً وأن الجيش يحاول تصوير الانتخابات كخطوة مصالحة، رغم اعتبار بعض المراقبين الدوليين أنها مجرد محاولة لإضفاء شرعية على الحكم العسكري.

لا يقتصر اهتمام سكان بورما على الحسابات السياسية فقط، بل يذهبون للرجوع إلى المنجمين مثل «لين نيو تاريار» الذي اعتبر أن التضامن مع الطقوس الروحية يمنح الناس القوة والإيمان لمواجهة الشدائد، فمستقبل آمن ومسالم هو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه الجميع في هذه الفترة الحرجة.

كيف تؤثر المعتقدات والخرافات الشعبية على المشهد السياسي في بورما؟

لا يمكن فهم المشهد السياسي في بورما دون الوقوف على الموروثات الثقافية التي تتداخل بشكل واضح مع الأحداث الراهنة، حيث تستمر تقاليد هندسة الطقوس والرموز الغامضة في التأثير على قرارات القادة. فحتى الزيادات في الأزمات والنكبات لا تزال تُفسر عبر رموز ما وراء الطبيعة، ومنها إصرار القائد العسكري السابق «ني وين» على تغيير اتجاه حركة المرور بناءً على نصائح فلكية ترجع إلى اعتقادات قد تكون خاطئة، وفي العام 1987 أصدر عملة جديدة تحوي أرقامًا ترمز للحظ، مما أربك المستهلكين، وأظهر تأثير الخرافات على سياسات الدولة.

أما القائد الحالي «مين أونغ هلاينغ»، فيشتهر باتباع خرافات سرية ورموز قديمة مرتبطة بحظه السياسي، ويُقال إن الأشخاص المولودين تحت توافقات فلكية محددة مثل مواليد الثلاثاء في برج الأسد، من بينهم «مين أونغ هلاينغ» وزعيمة المعارضة «أونغ سان سو تشي»، سيكونون قادرين على تخطي المحن وتحقيق النجاحات. هذا الارتباط بين السياسة والتنجيم يؤكد أهمية «يادايا» في إدراك الشعب البورمي لمستقبلهم ويزيد من العلاقات الوثيقة بين المعتقدات وأحداث الواقع.

الشعب البورمي والثقافة الشعبية: كيف ينعكس التنجيم والطقوس على حياة الأفراد والمجتمع؟

تُعتبر ثقافة التنجيم والطقوس جزءًا أصيلاً من حياة البورميين، لا سيما في أوقات الأزمات التي تدفع الكثيرين إلى البحث عن نصائح من العرّافين ومن خلال طقوس «يادايا»، التي تعزز لديهم إحساس الأمان والطمأنينة في مواجهة ظروف داخلية صعبة. ففي محيط المعابد، يتجمع القرّاء وحرفيو التنجيم الذين يتعاملون مع خرافات وأسرار قديمة تُعد حجر الأساس للعديد من الممارسات اليومية.

كما يشهد المجتمع تدخلًا متزايدًا لكيميائيين يحاولون تحويل الزئبق إلى ذهب، وشركات اتصالات تروّج لقراءات فلكية عبر الهاتف، مما يعكس مدى تداخل المعتقدات القديمة مع التكنولوجيا الحديثة لتلبية حاجات الناس الروحية. ويقول المختصون إن هذا التداخل ناتج من الشعور العام بالشك والضعف، وغياب التنمية التي كانت توفر بدائل عقلانية، ما جعل الناس يرجعون لرموز وقوى غير ملموسة قائمة على أقدار السماء.

الجانب التأثير في بورما
الانتخابات البرلمانية مناورة للجيش لاستمرار السلطة عبر انتخابات تبدو شكلية
طقوس «يادايا» مصدر قوة وأمل في استقرار المصير لدى المواطنين
المعتقدات الشعبية تؤثر على قرارات القادة والسياسات الرسمية
المنجمون والعرّافون يحظون بثقة واسعة ويربطون بين النجوم والمستقبل السياسي
التقنيات الحديثة دمج المعتقدات القديمة بالتواصل الرقمي للوصول إلى شرائح أوسع

كل هذه العوامل تؤكد أن مستقبل بورما بعد انتخابات ديسمبر لن يُقاس فقط بفرز الأصوات، بل بالطقوس والمعتقدات العميقة التي يعول عليها شعب يعيش على هامش تحولات متشابكة بين السياسة والروحانية ويتطلع إلى ضمان مصير أفضل.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة