«سماء بلا أرض».. فيلم تونسي يكسر الصورة النمطية حول المهاجرين غير النظاميين ويحكي قصصهم الإنسانية

فيلم «سماء بلا أرض» يكسر الصورة النمطية عن المهاجرين غير النظاميين في تونس

يقدم فيلم «سماء بلا أرض» رؤية جديدة لقضية الهجرة غير النظامية في تونس من خلال سرد حياة ثلاث نساء مهاجرات من دول جنوب الصحراء يعشن في تونس، حيث تعكس الأحداث تجربة معقدة إنسانية مختلفة عن الصورة النمطية المعتادة للمهاجرين غير النظاميين.

تتبع حياة المهاجرين غير النظاميين عبر شخصيات نسائية معقدة

يرسم الفيلم مشهدًا مليئًا بالتحديات عبر قصة «ماري»، راعية دينية وصحفية من كوت ديفوار، التي تؤوي في منزلها «ناني» الأم الشابة الباحثة عن مستقبل أفضل، و«جولي» الطالبة الجامعية حاملة آمال عائلتها في بلدها الأصلي؛ لتتغير حياة هؤلاء النساء حين تستضيف «كنزة» الطفلة الناجية الوحيدة من حادث غرق، مما يخلق مشهدًا عائليًا هشًا وسط التوترات الاجتماعية. وقد تم تصوير هذا العمل في تونس، بمشاركة ممثلات مهاجرات مثل ديبورا لوبه ناني وليتيسيا كي وإستيل كينزا دوغبو، إلى جانب ممثلين تونسيين مثل فؤاد زعزاع ومحمد قريع؛ حيث اعتمدت المخرجة أريج السحيري أسلوبًا يجمع بين الرواية السينمائية والوثائقي، مسلطة الضوء على الواقع اليومي وتداخلاته مع البناء الدرامي.

كيف ساهم فيلم «سماء بلا أرض» في كسر الصورة النمطية للمهاجرين

أكدت أريج السحيري أن هدف الفيلم يتمثل في كسر الصورة النمطية السائدة عن المهاجرين غير النظاميين في تونس، من خلال تقديم شخصيات معقدة تعبّر عن واقع متشعب وحقيقي للمهاجرين؛ وحاز العمل على جوائز عدة في مهرجانات دولية مثل بروكسل وإسبانيا ومراكش، كما عُرض لأول مرة في تونس ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، حيث تواصل فعاليات المهرجان حتى 20 ديسمبر، على أن يعرض في دور السينما التونسية يوم 30 يناير، إضافة إلى عرضه المقبل في كوت ديفوار نظرًا لمشاركة فنانين إيفواريين. وقد حقق فيلم السحيري الأول «تحت الشجرة» نجاحًا عالميًا ملموسًا، ما يعكس خطى المخرجة المتنامية في صناعة سينما تُعبر عن قضايا إنسانية عميقة.

مهرجان أيام قرطاج السينمائية ودوره في دعم السينما التونسية والعربية

يعد مهرجان أيام قرطاج السينمائية من أقدم المهرجانات السينمائية بالمغرب العربي، تأسس عام 1966، ويتحول إلى حدث سنوي يضم كل عام مجموعة متميزة من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة من مختلف أنحاء العالم؛ يشارك في هذه الدورة أكثر من 200 فيلم من دول متعددة مثل نيجيريا والسودان والعراق وتشاد والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين وبوركينا فاسو. وتتنافس تونس بثلاثة أفلام روائية طويلة هي: «سماء بلا أرض» لأريج السحيري، و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية، و«وين يأخذنا الريح» لآمال قلاتي. أما الأفلام الوثائقية فيضم المهرجان 12 عملًا منها «مقبرة الحياة» من السنغال و«الرجل الذي يزرع الباوباب» من بوركينا فاسو، بينما تمثل تونس بأفلام «الكنّة» و«زرّيعتنا» و«فوق التل». كما يستضيف المهرجان أفلاماً قصيرة من لبنان وجنوب إفريقيا ومصر والجزائر والرأس الأخضر والسنغال وفلسطين وسوريا وتونس، ليكون منصة عالمية لعرض قضايا الهوية والشتات والذاكرة والمقاومة من خلال السينما.

نوع المسابقة عدد الأفلام المشاركة الدول المشاركة الرئيسية
الأفلام الروائية الطويلة أكثر من 10 أفلام تونس، نيجيريا، السودان، العراق، تشاد، السعودية، مصر، الأردن، الجزائر، فلسطين، بوركينا فاسو
الأفلام الوثائقية الطويلة 12 فيلماً السنغال، بوركينا فاسو، تونس
الأفلام القصيرة عدة أعمال لبنان، جنوب إفريقيا، مصر، الجزائر، الرأس الأخضر، السنغال، فلسطين، سوريا، تونس

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.