تجاوز الخلافات .. الفجوة الجنونية بين عدن وصنعاء ترفع سعر الدولار ثلاث أضعاف ويهزّ استقرار الريال اليمني
شهدت أسعار صرف الدولار في اليمن فجوة خطيرة بين صنعاء وعدن، حيث يصل فرق السعر إلى 203%، مع سعر يتجاوز 1617 ريالاً في عدن مقابل 534 ريالاً فقط في صنعاء، ما يكشف عن أزمة نقدية حادة تهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ويعكس انقسامًا نقديًا عميقًا يؤثر سلبًا على جميع القطاعات الاقتصادية.
تحليل الفجوة بين صنعاء وعدن في أسعار صرف الدولار وتأثيرها على الاقتصاد اليمني
تشهد السوق اليمنية تباينًا حادًا في أسعار صرف الدولار بين صنعاء وعدن، حيث يبلغ سعر الصرف في عدن حوالي 1617 ريالًا مقابل الدولار، في حين لا يتجاوز 534 ريالًا في صنعاء، ما ينذر بوجود نظامين نقديين منفصلين في بلد واحد؛ ما يعكس أزمة اقتصادية عميقة تؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين في كلا المدينتين. هذا التفاوت الضخم يفاقم الانقسامات ويؤدي إلى تدهور متسارع في قيمة الريال اليمني، الذي يواجه انهيارًا مستمرًا، ما يزيد من حجم المعاناة خصوصًا بين الموظفين وأصحاب الدخل المحدود.
| المدينة | سعر الدولار مقابل الريال اليمني |
|---|---|
| عدن | 1617 ريالًا |
| صنعاء | 534 ريالًا |
يتسبب هذا الانقسام النقدي في ضعف ملحوظ لقيمة الريال في عدن مقارنة بصنعاء، مما يؤدي إلى اختلاف كبير في القوة الشرائية بين سكان المدينتين ويزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي الوطني.
تأثير الانقسام النقدي على حياة المواطنين والقطاعات الاقتصادية في اليمن
يعاني كثير من الموظفين مثل أحمد الحاج في عدن من تراجع القدرة الشرائية لرواتبهم، حيث أن راتبه البالغ 50 ألف ريال لا يساوي سوى 31 دولارًا، بينما يمكن لشخص في صنعاء الحصول على 93 دولارًا بنفس القيمة، وهذا الفارق يعكس تباينًا كبيرًا في الوضع المعيشي. الرصد اليومي لتحركات أسعار الصرف يخلق حالة من القلق في الأسواق، وسط طوابير طويلة تنتظر أمام محلات الصرافة لمتابعة التغيرات الحادة. أما بالنسبة للأسر، فتقول ربة المنزل فاطمة أحمد إن الأزمة أجبرتها على تقليل الإنفاق للحد الأدنى، حتى صار شراء الأدوية الفاخرة أمرًا بعيد المنال. من جانب آخر، يستغل التجار مثل محمد العامري هذا الفارق في الأسعار لتحقيق أرباح طائلة قد تصل إلى 200% عبر المضاربات بين صنعاء وعدن، مما يزيد الأزمة تعقيدًا ويعميق الفجوة الاقتصادية والمجتمعية.
- تفاوت سعر الدولار بين صنعاء وعدن بشكل كبير
- تقليل القدرة الشرائية للمواطنين بسبب الانقسام النقدي
- استغلال الفروقات السعرية في المضاربات التجارية
- تفاقم الوضع الإنساني نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية
تداعيات الفجوة في سعر صرف الدولار بين صنعاء وعدن على الاقتصاد اليمني ومستقبله
يرى المختص الاقتصادي د. عبدالله المقطري أن الانقسام النقدي الذي تشهده اليمن اليوم يُعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث، حيث أدى الصراع السياسي المستمر منذ 2014 إلى فصل الاقتصاد إلى نظامين نقديين مختلفين، ما خلق بيئة خصبة للمضاربات العنيفة والاضطرابات المالية، شبيهة بالأزمات التي شهدتها ألمانيا المقسمة في السابق ولكن بوتيرة أشد خرابًا. هذا الانقسام لا ينذر فقط بانخفاض القدرة الشرائية ولكنه يهدد النسيج الاقتصادي والاجتماعي بكارثة عميقة، وسط خطر انهيار الريال اليمني بشكل متسارع، مما يستبطن مستقبلًا غير مستقر اقتصاديًا وإنسانيًا. يبقى التحدي الأبرز متمثلًا في قدرة الريال على الصمود وسط هذه الظروف الصعبة، مع تصاعد المعاناة اليومية التي تواجه المواطنين في كلا المدينتين.
