تغيرات اقتصادية بارزة.. ارتفاع الدينار وتراجع سعر الدولار الأميركي في السوق الموازية بالعراق يعكس تحولات هامة
شهد السوق الموازية العراقية تراجعًا واضحًا في سعر الدولار مقابل الدينار خلال الفترة الأخيرة، مما يعكس تغيرات جذرية في توازن العرض والطلب على العملة الأجنبية، وهو مؤشر يعبر عن تحسن ملحوظ في الأوضاع الاقتصادية. إذ بلغ السعر الرسمي للدولار 1320 دينارًا، مقابل 1405 دنانير في السوق الموازية، ما يؤكد الاتجاه الإيجابي لاستقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية بالعراق.
أسباب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازية العراقية وتأثيرها الاقتصادي
تُعزى أسباب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازية العراقية إلى عوامل عدة، أبرزها التشديد القانوني على منع استخدام الدولار في المعاملات المحلية، خاصة في قطاع العقارات الذي يعد من أكثر القطاعات استهلاكًا للعملة الأجنبية. هذا الأمر ساهم في زيادة تداول الدينار العراقي في المعاملات اليومية، ما قلّل من الحاجة إلى الاعتماد على الدولار النقدي؛ ما أدى إلى تحسن كبير في سعر صرف الدولار في السوق الموازية. علاوة على ذلك، اتجهت المعاملات المالية إلى تمويل خارجي من خلال المصارف العالمية المتعاونة، بدلًا من الاعتماد المباشر على نافذة البنك المركزي؛ الأمر الذي خفف من مخاطر التعامل في السوق الموازية غير المنظمة، وقلل التكاليف والمخاطر على كبار التجار.
دور التمويل الرسمي للعملة الأجنبية في تحقيق استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية العراقية
ساهم دمج صغار المستوردين في نظام التمويل الرسمي للعملة الأجنبية بشكل مباشر في توفير الدولار بأسعار صرف رسمية، دون الحاجة للاعتماد على وسطاء أو شركات الصرافة؛ إذ يشكل هذا القطاع نحو 60% من النشاط الاستيرادي بالعراق. جاء ذلك نتيجةً لتبسيط الإجراءات وتقليل البيروقراطية المرتبطة بالاستيراد، ما عزز انسيابية العمليات الاقتصادية. كما ساعدت العادات الجديدة بين المسافرين في استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني بالعملات الأجنبية على تخفيف الطلب على النقد الأجنبي، مع إمكانية الحصول على حصص نقدية محددة بشروط ميسرة في المطارات. بالإضافة إلى تنفيذ سياسة سعرية دفاعية عبر الجمعيات التعاونية التي توزع السلع الغذائية ومواد البناء بتمويل استيرادي بسعر رسمي 1320 دينارًا للدولار، مما أسهم في إعادة التموضع الاقتصادي وتحقيق توازن بين العرض والطلب في السوق.
الآثار الاقتصادية لارتفاع استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية بالعراق
يرافق تحسين سعر صرف الدولار في السوق الموازية العراقية آثار إيجابية متعددة تتمثل في خفض تكاليف الاستيراد، وزيادة القوة الشرائية للمواطنين، ما يعزز الثقة في الدينار العراقي، ويدفع عجلة الاستثمار الداخلي. كما يسهم هذا الاستقرار في انتعاش النشاط التجاري من خلال تقليل تكاليف التشغيل، بالإضافة إلى خفض أسعار المواد الغذائية والأدوية المستوردة، ما يحد من تضخم الأسعار الناتج عن تقلبات سعر الصرف، ويرفع مستوى المعيشة. التوازن الجديد الذي نشهده في سوق الصرف يعكس تقدمًا ملحوظًا في الاقتصاد العراقي، مدفوعًا بتحولات في السياسات المالية والنقدية، فضلًا عن التنظيم الحكومي للسوق غير الرسمية، مما يشير إلى مستقبل أفضل للاستقرار الاقتصادي.
| السعر الرسمي للدولار (دينار عراقي) | السعر في السوق الموازية (دينار عراقي) |
|---|---|
| 1320 | 1405 |
