تراجع حاد في محصول الطماطم في مصر.. سوسة الأوراق تهدد الإنتاج الزراعي وتضاعف الخسائر

انتشار سوسة حفار الأوراق أثر بشكل كبير على جودة وإنتاج ثمرة الطماطم، إذ تسبب في تشويه الثمار وتقليل المحصول المتوفر، مع التأكيد على أن هذه الحشرة لا تمثل أي خطر صحي على الإنسان، وأن الطماطم المصابة بها صالحة للاستهلاك. خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج “حديث القاهرة” على شاشة “القاهرة والناس”، أوضح نقيب الفلاحين حسين أبو صدام أن انخفاض محصول الطماطم في الفترة الماضية كان غير معتاد، وأدى لخسائر مالية كبيرة لدى المزارعين، خصوصًا مع زيادة كميات الزراعة مقارنة بحجم الطلب الفعلي، مما ساهم في تفاقم الأزمة الحالية.

تأثير سوسة حفار الأوراق على جودة وإنتاج الطماطم

أوضح نقيب الفلاحين أن سوسة حفار الأوراق تهاجم أوراق نبات الطماطم، مسببة تشوه الثمار وانخفاض جودتها، مما يؤثر سلبًا على حجم المحصول المتاح للبيع، لكن على الرغم من ذلك، لا يوجد أي خطورة على صحة الإنسان عند تناول الطماطم المصابة، حيث تبقى صالحة للأكل معالحذر في اختيار الثمار. ويرجع جزء من الأزمة إلى تراكم عدد من العوامل الزراعية والتجارية، منها كثرة زراعة الطماطم دون دراسة واضحة لحجم الطلب؛ ما أدى إلى زيادة المعروض عن الحاجة، وبالتالي تراجع الأسعار وخسائر الفلاحين.

العوامل الاقتصادية وراء انخفاض محصول الطماطم وأسعارها

نما انخفاض الطماطم في السوق نتيجة عدة عوامل أوضحها حسين أبو صدام؛ منها أن تكاليف زراعة فدان واحد منها وصلت إلى نحو 100 ألف جنيه مما يشكل ضغطًا وعبئًا ماليًا كبيرًا على الفلاحين. مع انخفاض الأسعار، تراجع إقبال المزارعين على الاهتمام بالمحصول سابقًا؛ لأنها لم تكن تغطي التكاليف، وكانت الخسائر دافعًا للسوق للتعرض لأزمة إمدادات. توقع أن يحدث انتعاش في الأسعار خلال الفترة المقبلة، مع بداية موجة ارتفاع تدريجية تبدأ خلال 20 يومًا إلى شهر من الآن، على أن يستمر ذلك حتى عيد الفطر. وأكد أن سعر الطماطم عند 15 جنيهًا للكيلوما يعتبر سعرًا طبيعيًا يعبر عن تكاليف الانتاج ويعود بالفائدة على المزارعين.

توقعات مستقبلية وأساليب مواجهة انخفاض إنتاج الطماطم

بين نقيب الفلاحين أن استمرار الخسائر سيدفع المزارعين لتقليل مساحات زراعة الطماطم، واللجوء لصناعات زراعية أخرى تحقق أرباحًا أفضل، مما سيؤثر على المعروض المحلي مستقبلاً. ومع ذلك، فإن التحسن المتوقع في أسعار الطماطم خلال الأسابيع القادمة سيساعد في توازن السوق، إضافة إلى تحسن دخل الفلاحين ما قد يعيد اهتمامهم بزراعة الطماطم. وتعتبر هذه التغيرات انعكاسًا طبيعيًا لظروف العرض والطلب التي تشهدها السوق الزراعية.

يبقى التأثير الأكبر لسوسة حفار الأوراق على جودة الطماطم وإنتاجها جزءًا من معاناة المزارعين التي ترتبط بتغيرات السوق الزراعي، وتكاليف الإنتاج العالية، مقابل عدم استقرار الأسعار، التي تؤثر بشكل مباشر على قرارات الفلاحين في التنوع الزراعي. من هنا، تستمر التحديات أمام تحسين الإنتاج وتحقيق التوازن في السوق مرتبطًا برصد دقيق لتطورات العرض والطلب.