فارق 300% في أسعار الذهب.. صدمة المتعاملين تتصاعد بين صنعاء وعدن وتؤثر على السوق الرسمية

ارتفاع أسعار الذهب في اليمن بات يشكل ضغطًا كبيرًا على الحياة اليومية للمواطنين، حيث يصل سعر الجرام إلى مستويات توازي راتب موظف كامل؛ وتبرز الفروقات بين صنعاء وعدن بفارق يصل إلى 197% كما لو أن كل منهما يعيش في سوق مستقل تمامًا. هذه الظاهرة تؤثر بشدة على مدخرات الأسر واتخاذ قراراتهم المالية.

الضغوط الاقتصادية وراء ارتفاع أسعار الذهب في اليمن وتداعياتها

في أسواق الذهب بصنعاء، تجاوز سعر جنيه الذهب حاجز 510,000 ريال يمني، وهو ما يعادل ثلاثة رواتب حكومية كاملة؛ بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 65,500 ريال، الأمر الذي يثير حالة من الحيرة بين المشترين؛ حيث يتأرجحون بين الشراء أو الانتظار لحين استقرار السوق. يعكس هذا الوضع الضغوط المعيشية التي تواجهها الأسر، على غرار قصة أحمد المحطوري، الموظف الحكومي الذي يفكر في بيع خاتم زوجته لسداد تكاليف علاج عائلته؛ إذ لا يكفي المبلغ سوى لأيام قليلة في المستشفى. عموماً، المحلات تعج بأصوات الحسابات والهمسات التي تكشف عن حالة من الصدمة وعدم اليقين.

التباين الواضح بين أسعار الذهب في اليمن شمالاً وجنوباً وأسبابه

تختلف أسعار الذهب بشكل جذري في عدن عن صنعاء، إذ يبلغ سعر جنيه الذهب في عدن نحو 1,517,300 ريال، بينما يصل سعر الجرام عيار 21 إلى 197,600 ريال؛ وهو اختلاف يعكس الانقسام النقدي وتدهور قيمة العملة الذي حدث منذ عام 2014. يوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله الحكيمي أن هذا المشهد مشابه لتجارب دول تعاني من انهيار عملتها مثل لبنان وفنزويلا، حيث أصبح الذهب الملاذ الآمن أمام تغيرات السوق السريعة. ويتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع وخصوصًا مع بدء عام 2026، ما يعزز من جاذبية الذهب كوسيلة فعالة للحفاظ على ثروة الأفراد.

المدينة سعر جنيه الذهب سعر جرام عيار 21
صنعاء 510,000 ريال 65,500 ريال
عدن 1,517,300 ريال 197,600 ريال

كيف تؤثر أسعار الذهب في اليمن على الحياة اليومية وسبل حماية المدخرات

تنعكس التغيرات الحادة في أسعار الذهب بشكل مباشر على تفاصيل الحياة اليومية للأسر؛ فحفل الزفاف قد يُؤجل، والهدايا الذهبية تصبح رفاهية يصعب تحقيقها، مثل حالة فاطمة الزبيدي التي تحلم بأسورة بسيطة تكلفتها تعادل مصروف ثلاثة أشهر. في عدن، يستثمر بعض التجار في شراء الذهب، لكن تسارع تقلبات السوق يسبب توترًا متزايدًا بين العملاء. وللحفاظ على المدخرات، ينصح الخبراء باتباع الإجراءات التالية:

  • متابعة الأسعار يوميًا من مصادر موثوقة لتفادي الشراء في أوقات الذروة
  • توزيع المدخرات بين الذهب وأدوات استثمار أخرى آمنة
  • التشاور مع خبراء محليين لفهم تحركات الأسعار والتقلبات الإقليمية
  • تجنب البيع السريع إلا للحالات الضرورية فقط
  • تسجيل كافة المعاملات بدقة لرصد تطور الاستثمارات على المدى الطويل

مع تزايد اعتماد اليمنيين على الذهب كخيار للحفاظ على الأصول، تبدأ الأسواق في التحول نحو الاعتماد عليه كبديل عملي للعملة، حيث يشكل عام 2026 نقطة تحوّل محتملة في العلاقات المالية بين الأفراد. لذا، تبقى الحكمة في التخطيط السليم للمدخرات والتصرف بحذر أمام ارتفاع أسعار الذهب في اليمن.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.