الأونصة قرب 4200 دولار .. توقعات حاسمة تنتظر قرار الفيدرالي وتأثيره على الأسواق

يشهد أداء الذهب تذبذبًا واضحًا وحركة أفقية حول مستوى 4200 دولار للأونصة، مع استمرار التداولات في نطاق محدود قبيل اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو الحدث الأبرز الذي يؤثر على أسعار المعدن الأصفر. رغم أن مؤشر الزخم يشير إلى قرب الذهب من مناطق التشبع الشرائي، إلا أن عدم اليقين بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة يمنع تحركًا قويًا للأسعار ويُبقيها على وتيرة متحفظة.

أسعار الذهب اليوم في السوق المحلي وتأثير التداولات العالمية

تأثرت أسعار الذهب في السوق المصري بحالة التذبذب العرضية للأونصة العالمية، ما ألقى بظلاله على أسعار الأعيرة الرئيسية والجنيه الذهب، التي جاءت كما يلي:

العيار سعر الجرام/الوحدة (جنيه مصري)
عيار 24 6,417 جنيهًا
عيار 21 5,615 جنيهًا
عيار 18 4,812 جنيهًا
الجنيه الذهب 44,920 جنيهًا

تلك الأسعار تعكس تأثير التداولات العرضية للذهب عالميًا، خصوصًا مع استمرار الترقب للاجتماع القادم للفيدرالي.

الترقب يشد السوق: اجتماع الفيدرالي وتوقعات خفض أسعار الفائدة

يجمع المستثمرون على أن اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع هو المحرك المركزي لتحركات أسعار الذهب، فالمستثمرون يعيدون ترتيب مراكزهم ويتابعون إرشادات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، الذي قدم مؤخرًا ملاحظات حذرة بشأن خفض أسعار الفائدة، ما دفع السوق لإعادة تقييم توقعاته. هذا التشدد في الخطاب يظهر مؤقتًا كعامل ضغط على أسعار الذهب، ويُسهم في التراجع النسبي لقيمته.

أما سوق سندات الخزانة الأمريكية، فتشير التوقعات إلى أن الفيدرالي قد يبدأ بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع الأسبوع الحالي؛ وهذا القرار أو أي مؤشر جديد بشأن جدول خفض الأسعار سيكون له تأثير مباشر وفوري على تحركات الذهب.

عوائد سندات الخزانة وتأثيرها على سعر الذهب والفضة

تلعب عوائد سندات الخزانة الأمريكية دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات الذهب؛ فارتفاع العوائد يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر مردودًا، مما يحد من جاذبيته. خلال الأيام الماضية، شهدت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ثباتًا قرب أعلى مستوى لها خلال أكثر من شهرين؛ وهذا الاستقرار عند مستويات مرتفعة يفسر جزئيًا ضعف الذهب النسبي، إذ يتحول اهتمام المستثمرين لسندات الخزانة بسبب العوائد الجذابة.

على الجانب الآخر، تحاكي الفضة الذهب في تحركاتها لكنها تتسم بتقلبات أشد نظرًا لاستخدامها الواسع في القطاعات الصناعية. استقرت أسعار الفضة عند مستويات مرتفعة قياسية عقب مكاسب حادة الأسبوع الماضي، بينما ظلت أسعار المعادن الثمينة عمومًا مستقرة، مما يعكس هدوءًا نسبيًا في الأسواق وسط حالة الترقب.

  • عوائد سندات الخزانة تمثل منافسًا رئيسيًا للذهب.
  • ارتفاع العوائد يرفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب.
  • الفضة تتبع الذهب لكنها تتميز بتقلبات أعنف بسبب الاستخدام الصناعي.
  • استقرار المعادن الثمينة يعكس حالة ترقب لدى المستثمرين.

تشير المؤشرات إلى دعم محتمل للذهب في حال انعكاس مسار العوائد بعد قرار الفيدرالي، ما قد يدفع الأسعار للصعود مجددًا.

الاستشراف المستقبلي للذهب بين التضخم والسياسة النقدية

على المدى الطويل، يبدو مستقبل الذهب إيجابيًا مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية؛ أولها خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يعزز هذا الإجراء من جاذبية الذهب مقارنة بالأصول المقومة بالدولار التي توفر عوائد ثابته. ثانيًا، المخاوف المستمرة بشأن الضغوط التضخمية العالمية تجعل الذهب أداة تحوط فعالة ضد فقدان القوة الشرائية للعملات. ثالثًا، التوترات الجيوسياسية المتزايدة تدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات انعدام الاستقرار.

هذا المشهد يجعل المستثمرين يراقبون عن كثب قرارات الفيدرالي وتصريحات جيروم باول خلال الاجتماع، إذ ستحدد تلك العوامل بشكل مباشر مسار الذهب في الأسابيع القادمة، ما بين إمكانية الارتفاع في حالة خفض الفائدة، أو استمرار التذبذب ضمن نطاقات ضيقة وفقًا لتطورات السياسة النقدية العالمية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.