قفزة غير متوقعة .. أسعار الفضة تتجاوز 60 دولاراً مع استمرار دعم المضاربين للزخم الصعودي

واصلت الفضة تصاعدها المستمر بعد تجاوزها حاجز 60 دولارًا للأونصة، وسط نقص حاد في الإمدادات وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما عزز زخم القفزات الحديثة للمعدن الأبيض وساهم في ارتفاعه القياسي. هذا الأداء اللافت يعكس تأثير الظروف الاقتصادية الراهنة على سوق الفضة.

تأثير نقص الإمدادات على ارتفاع سعر الفضة ومستويات قياسية

شهدت الفضة ارتفاعًا يفوق أضعاف قيمتها خلال العام الحالي، متجاوزة أداء الذهب الذي سجل ارتفاعًا بنسبة 60%، وذلك بدعم مباشر من أزمة نقص الإمدادات التي بدأت تتضح ملامحها منذ أكتوبر الماضي؛ وبالرغم من انحسار الضغط مع زيادة تدفق المعدن إلى خزائن لندن، إلا أن أسعار الاقتراض تستمر في الارتفاع، ما يشير لاستمرار ضيق المعروض. تشهد السوق العالمية نقصًا ملحوظًا، حيث وصلت مخزونات الفضة في الصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقد من الزمن، مما زاد من حالة الشح.

الدعم المالي والسياسة النقدية الأميركية وتأثيرها على سعر الفضة

تعززت مكاسب الفضة بتوقعات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة ربع نقطة خلال اجتماعه المرتقب في ديسمبر، ما يجعل تكاليف الاقتراض أدنى ويُعد عامل جذب للمعادن الثمينة غير ذات العائد المباشر. ينظر المستثمرون إلى أبعد من ذلك، متابعين تصريحات مسؤولي البنك المركزي، ومن بينهم كيفن هاسيت، المرشح الأبرز لخلافة جيروم باول، الذي أشار إلى احتمالية خفض الفائدة بشكل كبير، مما يعزز التوقعات الإيجابية حول استمرار ارتفاع سعر الفضة في المستقبل.

تدفقات الصناديق الاستثمارية وتأثير القيود التنظيمية على سوق الفضة

شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة تدفقات مالية قوية، حيث سجل الأسبوع الماضي أكبر وتيرة دخول أموال منذ يوليو الماضي، في مؤشر واضح على ثقة المستثمرين بأن موجة الصعود الحالية مستمرة. في الوقت ذاته، يثير إدراج الفضة ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة مخاوف من فرض رسوماً جديدة، ما دفع بعض المتعاملين للاحتفاظ بالمعدن داخل السوق المحلية، مما أبقى مستويات المخزون في مستودعات بورصة “كوميكس” مرتفعة رغم التراجع من أقصى الذروة التي سجلت في أكتوبر.

تُظهر هذه المؤشرات تباينات في حركة المعادن الثمينة، مع ثبات مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري الذي ظل مستقراً بعد ارتفاع تدريجي ملحوظ في الجلسة الماضية، مما يؤثر بشكل مباشر على تحركات الفضة ويُبرز ارتباط سعرها بسوق العملات العالمية.