صدمة أسعار الذهب اليوم في اليمن.. الفارق الجنوني بين صنعاء وعدن يحير ويقلب موازين السوق

ارتفاع كبير في سعر جرام الذهب عيار 21 بين صنعاء وعدن يثير صدمة واسعة في السوق اليمنية، حيث يعاني المواطنون من فجوة سعرية بلغت 92,500 ريال للجرام، تفوق نسبتها 150%، وهذا يجعل سكان عدن يدفعون أكثر من ضعفين ونصف مقارنة بأقرانهم في صنعاء لنفس القطعة الذهبية.

الأسباب العميقة وراء فجوة سعر جرام الذهب عيار 21 بين صنعاء وعدن وتأثيرها الاقتصادي

تمتد جذور هذه الفجوة في سعر الذهب إلى أكثر من عشر سنوات من الحرب المستمرة والانقسام السياسي الذي قسمت النظام النقدي في اليمن إلى جزأين منفصلين؛ إذ أدت السياسات المختلفة للبنك المركزي في كل منطقة إلى انفصال سوق الذهب وتباين كبير في تدفق العملة الصعبة مثل الدولار الأمريكي. هذه الظروف أوجدت حالة تشبه الأزمة الاقتصادية في دول مثل لبنان وتركيا، حيث انهيار العملة المحلية أثّر بشكل مباشر على أسعار الذهب. الخبير الاقتصادي عبدالله الصراري نبّه إلى خطورة هذا التفاوت، مشيراً إلى أنه يمهد لمأساة اقتصادية قد تعمّق الانقسام الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

تأثير ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 21 على الحياة الاجتماعية للمواطنين في عدن وصنعاء

الحياة اليومية للمواطن اليمني تأثرت بشدة نتيجة هذا الفرق الكبير في أسعار الذهب، خصوصاً في مناسبات الزواج التي تعتبر من الأحداث المهمة في المجتمع. فاطمة أحمد، عروس من عدن، عانت من ارتفاع أسعار الذهب حتى بات حلم شراء طقم الزفاف بعيد المنال، بينما أبو سالم الصائغ في صنعاء يتلقى اتصالات يومية من زبائن عدنيين يرفضون الأسعار المرتفعة. الفارق في السعر يجعل سبيكة الذهب وزن كيلو تصرف مبلغاً خيالياً يصل إلى 28,198,742 ريال، أي ما يعادل راتب موظف حكومي لأكثر من 47 سنة، مما يدفع شريحة كبيرة إلى تأجيل مشاريعهم وتأخير زواجهم، بل وهجرة المناطق بحثاً عن فرص أفضل.

تحديات السوق اليمنية بسبب تفاوت سعر جرام الذهب عيار 21 بين صنعاء وعدن ومستقبل الأسواق اليمنية

في ظل هذه الفجوة المدمرة، تواجه الأسواق اليمنية تحديات صعبة لاستعادة توازنها، حيث أن استمرار التباين النقدي والسياسات المتضاربة يزيد من الهشاشة الاقتصادية. المواطنون مطالبون بالحذر في قراراتهم الاستثمارية، لأن الاستقرار الاقتصادي لا يزال في وضع هش. التحدي الحقيقي عن طريق توحيد السياسات النقدية وتأمين تدفق موحد للقطع الأجنبي، وهو ما قد يعيد تماسك السوق ووحدة الشعب اليمني مرة أخرى، ولكن الطريق لا يزال طويلاً. هذا الوضع يطرح سؤالاً مؤرقاً حول المدة التي ستستغرقها اليمن لإعادة ترميم اقتصاداتها وأسواقها الموحدة.