توقعات ذهب صعودي.. «آي صاغة» تكشف مستقبل الذهب بعد قفزة تاريخية في 2025 وتحديات 2026

تطورات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكية العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في 2026 وتوقعات السوق المستقبلية

تتركّز أنظار الأسواق على نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم وغدًا، مع توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، حيث ستسلط التحديثات المتوقعة للتوقعات الاقتصادية ومخطط النقاط، إضافة إلى المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الضوء على المسار المستقبلي لخفض الفائدة، وهو العامل الأبرز الذي يؤثر على الطلب على الذهب الذي لا يدر عوائد، وعلى حركة الدولار.
تدعم هذه التوقعات تصاعد محاولات الدولار للانتعاش من أدنى مستوياته منذ أكتوبر الماضي، بفضل احتمال بدء خفض تكاليف الاقتراض، إلى جانب إمكانية المزيد من التخفيضات في 2026، بينما يواصل الذهب جذب الاهتمام كملاذ آمن وسط حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي الناتجة عن الحرب الروسية–الأوكرانية، مما يساعد على تقييد خسائر المعدن النفيس.
كما أظهرت مؤشرات اقتصادية حديثة، مثل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي (PCE) الصادر مؤخرًا، تأثيرًا محدودًا على توقعات التيسير النقدي، مع ترجح فرص خفض الفائدة بنسبة تقارب 85% بنهاية اجتماع الفيدرالي، وما زال ضعف الدولار يدعم الإقبال على الذهب، في ظل معطيات اقتصادية متباينة.

أداء الذهب خلال 2025 وتوقعات مجلس الذهب العالمي لعام 2026 وتحليل السيناريوهات المحتملة

حقق الذهب ارتفاعًا سنويًا تجاوز 60% خلال عام 2025، متأثرًا بالمخاطر الجيوسياسية، وتخفيضات أسعار الفائدة، وعمليات الشراء الضخمة من البنوك المركزية، مع تسجيل أكثر من خمسين مستوى قياسي جديد، ما قرب المعدن من أفضل أداء له منذ عام 1979، إذ يشير المستثمرون الآن إلى مدى قدرة الذهب على الحفاظ على هذا الزخم في 2026
أوضح تقرير مجلس الذهب العالمي أن محركات الطلب هذا العام أكثر تنوعًا بالمقارنة مع سنوات سابقة، حيث كان الاعتماد يتركز على عامل واحد فقط؛ وتشمل المحركات الحالية مشتريات البنوك المركزية المستمرة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع الفائدة، وضعف الدولار، مما عزز الطلب الاستثماري، مع مساهمات متفاوتة لكل عامل على الأداء السنوي:

  • التوترات الجيوسياسية أضافت 12 نقطة مئوية.
  • ضعف الدولار وانخفاض الفائدة ساهم بـ 10 نقاط مئوية.
  • الزخم الاستثماري قدم 9 نقاط.
  • التوسع الاقتصادي ساهم بـ 10 نقاط.
  • مشتريات البنوك المركزية حافظت على الطلب الرسمي فوق مستويات ما قبل الجائحة.

ويرى المجلس أن معظم هذه العوامل ستستمر في دعم الذهب خلال 2026، رغم أن نقطة بداية العام مختلفة بعد احتساب توقعات النمو العالمي واستقرار الدولار والتخفيضات المعتدلة، مما يجعل الأسعار تبدو “عادلة”، مع تلاشي جزء من الزخم القوي الذي شهده 2025. وقبل الدخول في التفاصيل، يتوقع تداول الذهب ضمن نطاق ضيق بين -5% و+5%، لكن يُطرح ثلاث سيناريوهات بديلة:

  • انزلاق اقتصادي سطحي: ارتفاع بين 5% و15% نتيجة التحول للأصول الدفاعية.
  • انهيار اقتصادي أعمق: زيادة بين 15% و30% بدعم تيسير نقدي قوي وتوجه للاستثمارات الآمنة.
  • تعافٍ اقتصادي مدفوع بسياسات مختلفة: تراجع محتمل بين 5% و20% بسبب قوة الدولار وضعف الطلب الرسمي.

على الرغم من تحفّظ مجلس الذهب العالمي، تُظهر بنوك الاستثمار العالمية توقعات أكثرفرقًا لعام 2026، مع توقعات متفاوتة تتراوح بين 3950 إلى 5300 دولار للأوقية، كما يعزز استمرار مشتريات البنوك المركزية واهتمام المستثمرين بالذهب فرص المكاسب المحتملة، إلى جانب عوامل انخفاض العائدات الحقيقية وارتفاع المخاطر الاقتصادية.
مع ذلك، تبقى احتمالات حدوث هبوط واردة إذا شهد الاقتصاد الأمريكي انتعاشًا غير متوقع أو ضغوطًا تضخمية جديدة تدفع الفيدرالي لإبطاء أو حتى عكس خفض الفائدة، مما يقوي الدولار ويقلّص جاذبية الذهب، كما يمكن أن تؤثر تقلبات تدفقات صناديق الاستثمار ومشتريات البنوك المركزية على توازن العرض والطلب وسعر المعدن.
يدخل الذهب عام 2026 متمتعًا بأساسيات قوية تحميه من التقلبات، فهو يظل في نظر المستثمرين أداة تحفظ قيمة ومرساة استراتيجية في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، ليواصل دوره الهام في التنويع وتحوط المخاطر خلال فترة لا تخلو من تحديات عالمية متزايدة.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة