الذهب في حالة تراجع .. قبل اجتماع الفيدرالي وتوقعات بخفض حذِر للفائدة تؤثر على الأسعار

انخفض سعر الذهب على المستوى العالمي خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مع تركيز المتعاملين على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يبدأ اليوم ويستمر لمدة يومين؛ حيث سبق للمتداولين تسعير توقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة. يتركز اهتمام المستثمرين على موقف الفيدرالي في هذا الاجتماع، مع توقعات بأن يكون خفض الفائدة أو التيسير النقدي أقل حدة مما كانت تشير إليه التوقعات السابقة.

تأثير اجتماع الفيدرالي على سعر الذهب وتوقعات خفض الفائدة

شهد الذهب تراجعاً في العقود الآجلة بنسبة 0.1% ليصل إلى 4,214.70 دولار للأوقية، بينما انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 4,186.93 دولار وقت كتابة التقرير، مما يعكس حالة من الحذر في الأسواق قبيل قرار الفيدرالي. وأوضح كيلفن وونج، كبير محللي الأسواق في «أواندا»، أن تحركات المتداولين جاءت استباقية لقرار الفائدة، حيث ألمح رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى توجه حذر في خفض الفائدة خلال مؤتمره الصحفي، ما دفع مستثمري السندات الأمريكية إلى إعادة تقييم مراكزهم المالية. هذه الأحداث تشكل ضغطًا مؤقتًا على سعر الذهب، نظرًا لتقلبات الأسواق في انتظار نتائج الاجتماع وتأثيراتها.

الخفض الحذر في أسعار الفائدة ودوره في تحريك أسعار الذهب

يتوقع المحللون أن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على ما يعرف بـ«خفض الفائدة الحذر» من خلال خفض تكلفة الاقتراض بشكل محدود، مع الإبقاء على توقعات مشددة بشأن وتيرة التيسير النقدي خلال العام المقبل، الأمر الذي يؤثر مباشرة على أداء الذهب كأصل استثماري. وتعتمد الأسواق على أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة CME، التي تُشير إلى احتمال بنسبة 89% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 3.5% و3.75% خلال اجتماع الفيدرالي الذي يبدأ اليوم وينتهي الأربعاء 10 ديسمبر. يُعتبر خفض الفائدة عاملاً داعمًا للأصول غير ذات العوائد مثل الذهب؛ إذ يساعد على زيادة جاذبيتها في مواجهة أدوات الدخل الثابت.

عوامل داعمة ومحركات لسعر الذهب خلال تداولات الأسواق العالمية

يخضع سعر الذهب لتأثير مباشر من تحركات السياسة النقدية، خاصة في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة، حيث تحدد قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي مسار أسعار الفائدة، التي تُعد عاملًا رئيسيًا في تحديد قيمة المعدن الأصفر. يتفاعل المستثمرون مع الأنباء الاقتصادية وتوقعات الفيدرالي، ما يخلق بيئة من التقلب في الأسعار. إضافة إلى ذلك، فإن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي يعزز الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر. في ظل هذه المتغيرات، تبرز ضرورة متابعة قرارات الفيدرالي وتأثيراتها المحتملة على الأسواق المالية، لا سيما الذهب.