سجن المخرج الإيراني جعفر بناهي .. حكم غيابي ومنع من السفر مع تفاصيل صادمة

حكم غيابي بحق المخرج الإيراني جعفر بناهي يتضمن السجن ومنع السفر لمدة عامين، إضافة إلى حظر عضويته في التجمعات السياسية والاجتماعية، بتهمة نشاطات دعائية ضد النظام، ما يعكس استمرار الضغوط الأمنية عليه بسبب مواقفه الفنية والمدنية.

تفاصيل الحكم الغيابي الصادر ضد المخرج الإيراني جعفر بناهي

أصدرت محكمة الثورة في طهران حكماً غيابياً يقضي بسجن المخرج الإيراني جعفر بناهي لمدة سنة واحدة، مع حرمانه من مغادرة البلاد لمدة عامين، ومنعه من الانضمام إلى أي تجمعات سياسية أو اجتماعية بتهمة القيام بأعمال دعائية ضد النظام، حسب ما أعلن المحامي مصطفى نيلي عبر منصة «إكس» مساء الاثنين؛ حيث بين أن قرار المحكمة جاء بعد غياب بناهي عن حضور جلسات المحاكمة، وهو ما أدى إلى صدور الحكم غيابياً بحقه.

وتأتي هذه الإجراءات الأمنية رغم أن بناهي يعيش حالياً خارج إيران بعد سنوات من التضييق والمحاكمات المرتبطة بأفلامه ونشاطاته المدنية؛ ومن المقرر أن يباشر فريق الدفاع الخطوات القانونية للطعن بالحكم خلال المهلة المحددة، في محاولة لإلغاء القرار التعسفي الصادر ضده.

المسيرة الفنية والنضالية للمخرج الإيراني جعفر بناهي وتأثير الحكم عليه

يشتهر جعفر بناهي بكونه أحد أبرز مخرجي السينما الإيرانية الذين حققوا حضوراً دولياً قوياً في السنوات الأخيرة، خاصة مع فيلمه الأخير «حادث بسيط» الذي اختير لتمثيل فرنسا في سباق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي لعام 2026، وقد صُوّر هذا العمل داخل إيران دون ترخيص رسمي، ويتناول جوانب من مقاومة الفنانين لسياسات الحجاب الإجباري، ما اعتُبر بمثابة تحدٍ للمؤسسات الرقابية داخل البلاد.

وخلال مشاركاته في مهرجانات سينمائية عالمية، ذكر بناهي أن الإبداع لا يمكن إيقافه مهما كانت الضغوط، مبرزاً أن صانع الأفلام سيجد دوماً طريقه؛ كما حذر من تزايد النزعات الاستبدادية عالمياً داعياً إلى مواجهة هذه الظواهر بجدية.

• حصد السعفة الذهبية في مهرجان كان يعد إنجازاً بارزاً في مشواره الفني

خلفيات الحكم الغيابي وتاريخ الملاحقات الأمنية للمخرج الإيراني جعفر بناهي

عرف بناهي كواحد من رواد السينما الإيرانية الحائزين على أرفع الجوائز الدولية، حيث نال «الأسد الذهبي» في فينيسيا عن فيلم “الدائرة”، و«الدب الذهبي» في برلين عن فيلم “تاكسي”، إضافة إلى «السعفة الذهبية» في مهرجان كان عن أحدث أفلامه؛ مما جعله ضمن قلة من صناع السينما الذين جمعوا هذه الجوائز الكبرى في تاريخ السينما.

وفي يونيو الماضي، عبّر 143 ناشطاً سياسياً وثقافياً عن اعتزازهم بفوزه بالسعفة الذهبية، ووصفوه بفنان ملتزم بالقيم الإنسانية العالية، معربين عن دعمهم لمسيرته الفنية والمدنية الرائدة.

وقد عانى بناهي من مضايقات أمنية متكررة بسبب نشاطاته وأفلامه التي ترفض الرقابة الرسمية، حيث اعتُقل في يوليو 2022 لتنفيذ حكم سابق وقضى سبعة أشهر في سجن إيفين قبل الإفراج عنه، ثم شارك في حملات ضد الإعدام، ووقف دعماً للمعتقلين السياسيين في تجمعات أمام السجن نفسه.