الشفاء النفسي .. الوثائقي «الحياة بعد سهام» يكشف قوة السينما في التغلّب على ألم الفقد
عبر الفيلم الوثائقي “الحياة بعد سهام” يبرز كيف يمكن للسينما أن تصبح وصفة سحرية للاستشفاء من ألم الفقد، حيث ابتكر المخرج نمير عبدالمسيح عملاً يعبر عن تجربته الشخصية في مواجهة رحيل أمه سهام، ويُعيد من خلاله إحياء ذكرياتها بصور سينمائية مؤثرة.
كيف يلعب الفيلم الوثائقي دورًا في الاستشفاء من ألم الفقد عبر السينما
حوّل نمير عبدالمسيح مشروعه السينمائي الذي كان بمثابة تجمع عائلي مع أمه إلى مرثية سينمائية تحت عنوان “الحياة بعد سهام”، بعد وفاتها قبل اكتمال التصوير، فكانت السينما ملاذه لاستعادة حضورها وتجديد الذكريات. الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الجونة السينمائي وشارك في مهرجان القاهرة الدولي، جعل السينما وسيلة أساسية لاستيعاب تجربة الفقد والتأقلم معها، مستخدمًا لقطات وأصوات تسجل حياة والدته بشكل يعزز روحها الحاضرة داخل ذاكرته وذاكرة أبنائه.
رحلة استكشاف الذات والذاكرة في الفيلم الوثائقي “الحياة بعد سهام”
من قلب الصعيد المصري إلى فرنسا حيث استقرت العائلة منذ خمسين عامًا، يكشف الفيلم الوثائقي عن رحلة نمير في استرجاع ماضي أسرته وتاريخ والديه، ويسلط الضوء على الفجوة بين الحضور والغياب، خصوصًا بعد وفاة سهام في 2015. توثيق السينما لهذه الذكريات، بتداخل مشاهد من قرية أم دومة في مصر وشقة العائلة في فرنسا، يعكس كيف تستخدم أدوات السينما للتعافي النفسي وتقبل الواقع، ويُبرز تأثير المخرج يوسف شاهين في تعميق التجربة السينمائية، إذ أدرج المقتطفات من فيلميه “فجر يوم جديد” و”عودة الابن الضال” كإشارة إلى ارتباط القضايا الشخصية والعامة في الرواية البصرية.
الصعوبات والتحديات التي واجهها نمير في إعداد الفيلم الوثائقي “الحياة بعد سهام”
تجاوز نمير عبدالمسيح أثناء إعداد فيلمه عشر سنوات من العمل المكثف، حيث واجه العديد من العقبات، من أبرزها الإحباطات المتكررة والتحديات في تأمين التمويل اللازم لاستكمال المشروع، لكنها لم تثنه عن مواصلة المسيرة. كان الهدف الأكبر هو إبقاء الذاكرة حية واستعادة حضور الأم بطرق فنية مبتكرة، مما جعل الفيلم يتجاوز كونه سردًا شخصيًا ليصبح تجربة إنسانية مشتركة تعكس مشاعر الفقد والتصالح مع الذات.
| المهرجان | النسخة | الجائزة/القسم |
|---|---|---|
| مهرجان الجونة السينمائي | الثامنة | أفضل فيلم وثائقي |
| مهرجان القاهرة السينمائي الدولي | السادسة والأربعون | العروض الخاصة |
في النهاية، يمثل فيلم “الحياة بعد سهام” تحفة سينمائية تتناول الألم الشخصي بأسلوب يدمج بين الذاكرة والهوية والواقع المعاش، مقدماً نموذجًا فريدًا لكيفية استخدام الفن السينمائي كوسيلة فعالة للاستشفاء من فقد الأحبة والتصالح مع الذات.
