الاستراتيجية الحاسمة.. كيف خطف منتخب الأرجنتين ميسي من إسبانيا وغيّر مجريات التاريخ؟

ليونيل ميسي كان قريبًا من تمثيل المنتخب الإسباني قبل أن تخطفه الأرجنتين بخطة محكمة، مما غير مجرى تاريخه الكروي نهائيًا مع “التانغو” ويجعله رمزًا عالميًا. اللاعب الذي يحمل الجنسية الإسبانية والأرجنتينية، كان بإمكانه اللعب مع “لاروخا” أثناء فترة تواجده في برشلونة، لكنه اختار مسارًا مختلفًا بفضل إجراءات دقيقة نفذها مدرب الأرجنتين السابق خوسيه بيكرمان.

خطة الأرجنتين لإبقاء ميسي ضمن صفوف المنتخب الوطني

كشف خوسيه بيكرمان أن ميسي كان قد أعد الأوراق رسمياً للانضمام إلى منتخب إسبانيا، وكان من الضروري التدخل بسرعة لعدم فقدانه؛ حيث قال في تصريحات صحفية: “كان علينا أن نسرع ونبدأ العملية”؛ بسبب الأهمية الكبيرة للمهاجم الشاب. بيكرمان أشار إلى أن مسؤولي المنتخب الإسباني كانوا مقتنعين بأن وجود ميسي في بطولة العالم تحت 17 سنة كان كفيلاً بالفوز باللقب، ما عزز إيمانه بضرورة التدخل لحمايته من الانضمام لمنتخب آخر.

كيف سجّلت الأرجنتين ميسي رسميًا وضمنت بقائه؟

وفقًا لبيكرمان، كان القيد الدولي للاعبين الشباب يمنع ميسي من اللعب لمنتخب آخر بعد ظهوره مع منتخب وطنه في البطولات الرسمية للشباب، خصوصًا وأن ميسي كان يبلغ من العمر 18 عامًا آنذاك. لقد أُبلغ مدرب منتخب الشباب أن عليهم تجنب مشاركته في أي بطولة رسمية مع إسبانيا، والاكتفاء بمباراة ودية واحدة فقط لتسجيله كلاعب أرجنتيني رسميًا في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. وبالفعل، تم تنظيم مباراة ودية بين الأرجنتين وباراغواي انتهت بفوز ساحق للأرجنتين 8-0، والتي كانت الحاسمة في إنهاء حالة الغموض حول انتماء ميسي الدولي.

لماذا اختار ميسي الأرجنتين رغم فرصته الذهبية مع إسبانيا؟

لا يمكن التقليل من حجم قرار ميسي بالانضمام إلى الأرجنتين بعد حصوله على الجنسية الإسبانية؛ فالارتباط العاطفي والوطني كان عاملاً حاسمًا، إلى جانب دعم بيكرمان المستمر الذي رآه “المعجزة الجديدة لكرة القدم الأرجنتينية”. الاختيار لم يكن فقط مسألة فرصة مهنية، بل كان استثمارًا للمواهب التي تخرجت من أكاديمية برشلونة الأهم التي نشأ فيها ميسي. هذا القرار أسفر لاحقًا عن إنجازات كبيرة مع منتخب الأرجنتين، كان أبرزها الفوز بكأس العالم 2022، مما جعل ميسي أسطورة في ذاكرة كرة القدم العالمية.