نيكولا خوري .. فيلم «ثريا حبّي» رحلة مميزة تستكشف أسئلة الغياب وتحوّلات الروح

تشكّل رحلة البحث في أسئلة الغياب وتحوّلات الروح محور فيلم «ثريا حبّي» الذي أخرجه المخرج اللبناني نيكولا خوري، حيث جاءت فكرة الفيلم نتيجة تساؤلاته العميقة حول طبيعة الحياة التي تمر بها المرأة بعد رحيل شريكها. هذه التجربة الفنية تسلط الضوء على قصة حياة فريدة تمزج بين الحب والفقدان، مما يمنح العمل بعدًا إنسانيًا ومشاعر متعددة الأبعاد.

رحلة «ثريا حبّي»: استكشاف الحياة بعد فقدان الحبيب

اختار نيكولا خوري معالجة موضوع فيلم «ثريا حبّي» عبر سرد بصري يجمع بين مشاهد الأرشيف واللقاءات الحقيقية، مستعرضًا خلالها القصة الشخصية لثريا بغدادي، زوجة المخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي، التي تعبّر من خلالها عن مراحل تأقلمها مع غياب زوجها على مدار أكثر من ثلاثة عقود؛ إذ توضح هذه القصة التحولات النفسية والاجتماعية التي شهدتها مع مرور الزمن، وتطرح أسئلة عميقة حول تأثير الفقد في حياة الإنسان، خصوصًا في العلاقات الزوجية التي كانت تربطها بمن أحبّت.

التجربة الإنسانية وراء فيلم «ثريا حبّي» ودوره في إثراء السرد السينمائي

بالاقتراب من شخصية ثريا بغدادي، تمكّن المخرج من الانغماس في تفاصيل حياتها، التي أكسبت الفيلم بعدًا شخصيًا يؤثر في المشاهد؛ إذ يُعد التعرف عليها تجربة فنية وإنسانية في الوقت ذاته، ساعدت خوري في استكشاف عدة طبقات من المشاعر المتناقضة بين الحب والفقدان، وتقديم سرد فني يبتعد عن الأساليب التقليدية؛ ليجسد الصورة الناجمة عن رحلات الغياب والتعامل معها عبر الذاكرة والأرشيف، مما يجعل العمل نافذة على تاريخ لبنان والتغيرات التي مرّت بها شخصية ثريا منذ رحيل زوجها ورحلة استفاقة الروح من الغياب.

مشاركة «ثريا حبّي» في مهرجان القاهرة السينمائي وأهميته للفيلم

يظهر فيلم «ثريا حبّي» في الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن المسابقة الدولية للفيلم الوثائقي، حيث قُدم العرض العالمي الأول في اليوم السادس من فعاليات المهرجان الممتدة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025؛ ويأتي هذا التواجد في المسابقة الرسمية كدليل على قيمة الفيلم الفنية، خصوصًا أن المخرج نيكولا خوري كان قد شارك سابقًا في المهرجان بفيلم وثائقي قبل أربع سنوات؛ فيما ساهمت الفنانة ثريا بغدادي مع فريق الإنتاج، منهم جانا وهبة وآية البلوشي ومارين فيايان في إعداد وإنتاج العمل الذي يحمل توقيع خوري في الكتابة والإخراج.

يرتكز الفيلم الوثائقي «ثريا حبّي» على مقارنة دقيقة بين الماضي والحاضر، معتمدًا على أرشيف غني بالصور والتسجيلات التي ترصد حياة ثريا ومراحل تحولها عبر سنوات غياب زوجها؛ ويتناول العمل موضوعات الحب والفقدان ليس فقط من زاوية شخصية، بل كظاهرة تتداخل مع تاريخ لبنان الاجتماعي والسياسي، مما يجعل تجربة المشاهدة غنية بالدلالات والتجارب الإنسانية المتنوعة؛ إذ استطاع نيكولا خوري تقديم معالجة سينمائية جديدة، تخاطب العواطف وتفتح أبواب التفكير في معنى الغياب وكيفية استعادة الروح من الظلال.