فيلم «ثريا حبي».. رحلة أربع سنوات مليئة بالمشاعر تعيد ثريا بغدادي للواجهة بقوة

قدمت الفنانة اللبنانية ثريا بغدادي تجربة قوية في فيلم “ثريا حبي”، الذي استغرق إنتاجه أربع سنوات، ليُعكس من خلاله مزيجًا من المشاعر العميقة والذكريات المؤثرة التي شكلت جوهر العمل السينمائي الوثائقي. خلال مشاركتها في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2025، كشفت بغدادي عن تفاصيل تعاونها مع المخرج نيكولا خوري، الذي استطاع أن يحول رحلة فقدانها وحبها إلى سرد فني يلامس القلوب.

التعاون الفني وأثره في تجربة فيلم “ثريا حبي” الوثائقي

كان التعاون بين ثريا بغدادي والمخرج نيكولا خوري تجربة مليئة بالتحديات والاحترافية، حيث قالت بغدادي إن العمل معه كان سلسًا رغم دقته؛ إذ جمع بين الحميمية والصرامة مما أتاح لها التعبير الأعمق عن مشاعرها. تعبر ثريا عن أن عملية تصوير الفيلم أتاحت لها مواجهة مشاعر خفية، وخاصة في اللحظات التي أعادت فيها قراءة رسائل زوجها الراحل مرارًا، مما جعل السيناريو متشابكًا بين الواقع والوجدان، معبرة عن صعوبة التعامل مع الذكريات الحقيقية التي يسردها الفيلم.

ثريا بغدادي والراحل مارون بغدادي: استذكار فني وإنساني في قلب الفيلم

تحمل قصة فيلم “ثريا حبي” أبعادًا إنسانية كبيرة عبر نظرة ثريا بخبرتها الشخصية مع زوجها الراحل مارون بغدادي، حيث أعربت عن شعورها بالهدوء الداخلي واعتبار الرحيل علاقة مستمرة تتجاوز الحزن والبكاء. توضح ثريا أن مواجهة الفقد تحتاج إلى تواصل روحي مستمر مع الفقيد، مما يدفع الإنسان إلى استكمال حياته مع حفظ العلاقة النفسية التي تربطه بمن فقده، وهو ما يظهر في كل مشهد من مشاهد الفيلم الذي يعكس هذه المشاعر بصدق مؤثر.

• تعاونها مع المخرج نيكولا خوري الذي جمع بين الحميمية والصرامة
• تأثير قراءة رسائل زوجها الراحل خلال التصوير على تجسيد المشاعر
• التأكيد على استمرار العلاقة الروحية بين الحي والراحل

دور مهرجان القاهرة السينمائي في إبراز أعمال مثل “ثريا حبي”

يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منصة مهمة للسينمائيين العرب والأفارقة، حيث يُعرض من خلاله فيلم “ثريا حبي” وسط فعاليات ثقافية وفنية متنوعة. تأسس المهرجان عام 1976 برعاية وزارة الثقافة المصرية، ويجمع صناع السينما من مختلف الدول ضمن برنامج غني بالعروض التي تقدم أعمالًا حديثة تعكس تطور الفنون السينمائية. يبرز المهرجان دوره كملتقى عالمي لعرض قصص مثل تلك التي تنقلها ثريا بغدادي من خلال فيلمها، مسلطًا الضوء على المعاناة الإنسانية بأسلوب سينمائي راقٍ وجذاب.

ينقل فيلم “ثريا حبي” مشاعر صادقة ومكاشفة عن تجربة إنسانية عميقة، تعكس صعوبة البحث عن المشاعر الحقيقية وطرق التعبير عنها بطريقة فنية تمس القلوب، وهو ما يظهر بوضوح في سرد ثريا بغدادي المختلط بين الحزن والأمل، بين الذكرى واللحظة الحاضرة، ليبقى الفيلم ذكرى عميقة في ذاكرة السينما العربية.