إنجاز تاريخي.. تعهد عالمي خلال COP30 بمكافحة التضليل المناخي يعزز الجهود الدولية
يعتبر الالتزام الرسمي بمكافحة التضليل المناخي خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) خطوة غير مسبوقة في التاريخ، حيث يسلط الضوء على أهمية سلامة المعلومات المتعلقة بقضايا المناخ. أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن المؤتمر سيُعرف بـ”شرطي الحقيقة”، مع التركيز على ضمان صحة ودقة المعلومات المناخية المتداولة. هذه المبادرة تستهدف تعزيز وعي الجمهور والمجتمعات حول التغيرات المناخية من خلال التزام دولي واضح بمكافحة التضليل.
أهمية مكافحة التضليل المناخي ودور مؤتمر COP30
يأتي مكافحة التضليل المناخي على رأس أولويات مؤتمر الأطراف الثلاثين لأول مرة، حيث أُدرجت سلامة المعلومات ضمن أجندة المؤتمر بهدف مواجهة إنكار تغير المناخ والهجمات على العلوم والحقائق البيئية. وصرحت شارلوت سكادن، كبيرة مستشاري سلامة المعلومات لدى مكتب الاتصالات العالمية للأمم المتحدة، بأن هذا الحدث يمثل “لحظة فارقة” في جهود حماية البيئة من خلال دعم المعلومات الصحيحة. كما يهدف الالتزام المعلن، الذي وقّعته 12 دولة مثل البرازيل وكندا وفنلندا وفرنسا، إلى بناء منظومة إعلامية متينة وتعزيز فرص وصول الجميع إلى معلومات دقيقة وموثوقة عن التغير المناخي.
الالتزامات الدولية لتعزيز المعلومات الدقيقة ومكافحة التضليل البيئي
يشمل الالتزام العالمي الذي تبنّاه المؤتمر عدة إجراءات هامة تدعم نزاهة المعلومات المناخية، منها تحفيز القطاع الخاص وخاصة شركات التكنولوجيا الكبرى على منع انتشار التضليل والإعلانات غير المسؤولة حول المناخ. كما يحرص الاتفاق على توفير تكافؤ الفرص لجميع الأفراد للوصول إلى بيانات دقيقة بخصوص قضايا البيئة والتغيرات المناخية. يمكن تصوير الالتزامات في عناصر رئيسية واضحة كالتالي:
- دعم نظام إعلامي قوي يعزز الشفافية والموضوعية،
- حماية مصادر المعلومات ووثوقيتها،
- تشجيع المسؤولية في نشر المعلومات المناخية من قبل القطاع الخاص،
- مواجهة إنكار تغير المناخ والهجمات على العلوم المناخية،
- التعاون الدولي لمكافحة التضليل البيئي بفعالية.
تزايد التضليل المناخي وأثره على المجتمع والسياسات البيئية
ازدادت موجة التضليل المناخي بشكل مكثف، حيث كشف تقرير حديث عن ارتفاع بنسبة 267% في المعلومات غير الصحيحة المتداولة حول اتفاقية باريس للمناخ في وسائل الإعلام ومنصات الإنترنت خلال شهور الصيف 2025، مما يعكس خطورة الظاهرة على جهود مواجهة الأزمة المناخية. وأوضحت دراسات أن الكوارث المناخية تزيد من انتشار هذه المعلومات المزيفة، مما يؤدي إلى تعقيد استجابات المجتمعات وحكوماتها. كما حذرت منظمات وأكاديميون عبر رسالة مفتوحة من ضرورة تعزيز الحماية ضد التضليل المناخي لتحقيق نتائج فعّالة. وأكد خبراء بارزون أن الالتزام الرسمي هذا ليس فقط أمراً رمزياً بل بمثابة اعتراف رسمي بأن التضليل يشكل عائقاً رئيسياً أمام التقدم في مواجهة تغير المناخ.
| الدولة | نوع الالتزام | الدور المتوقع |
|---|---|---|
| البرازيل | الالتزام الرسمي بمكافحة التضليل المناخي | قيادة المبادرة دولياً |
| كندا | تعزيز منظومة إعلامية متينة | دعم الإعلام والمعلومات الصحيحة |
| فرنسا | تشجيع القطاع الخاص ودعم الشفافية | مراقبة المحتوى الإعلامي والمعلومات البيئية |
| ألمانيا | مكافحة إنكار تغير المناخ | تأكيد الالتزام بالعلوم المناخية |
تؤكد الدراسات الحديثة أن الحملات التضليلية لا تؤثر فقط على سياسات المناخ، بل تمتد لتلحق أضرارًا بصحة الإنسان، كما تفيد ميليسا ليم، رئيسة الجمعية الكندية للأطباء من أجل البيئة، مشيرة إلى أن المعلومات المغلوطة تقف عائقاً أمام حماية المجتمعات التي تواجه حرائق الغابات والفيضانات وموجات الحر الشديدة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة منظمة “كلينت إيرث” دور منصات التواصل الاجتماعي في تضخيم انتشار هذه المعلومات الزائفة، مما يمثّل تحدياً إضافياً يجب معالجته من خلال الاتفاقيات والالتزامات الدولية.
يبقى الالتزام بمكافحة التضليل المناخي محوراً أساسياً في تحقيق تقدم حقيقي وفعلي في التصدي لأزمات البيئة العالمية، حيث يربط بين الجودة المعلوماتية والسياسات الفعالة، ويحفز الجميع على نشر المعرفة الدقيقة والحقيقية، مما يعزز جهود العمل المناخي من جميع الأطراف المعنية.
