قفزة متجددة.. مصر وتركيا توسعان استثماراتهما وسط انتعاش تجاري تاريخي يعزز الشراكة الاقتصادية

تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا تطورًا ملحوظًا، حيث تسعى الدولتان إلى توسيع استثماراتهما وتعزيز التعاون المشترك وسط انتعاش تجاري تاريخي، يعكس حرص الطرفين على دفع عجلة الشراكة الاستراتيجية إلى مستويات جديدة. وتأتي هذه الخطوات التحضيرية لانعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، الذي يرتكز على تعزيز الشراكة الاقتصادية على نحو مستدام.

التعاون الاستثماري بين مصر وتركيا وآفاق نمو التجارة الثنائية

يشكل التعاون في المجال الاستثماري بين مصر وتركيا حجر الزاوية في تعزيز العلاقات الثنائية، حيث يشهد الاستثمار التركي في مصر تزايدًا مستمرًا بفضل البيئة الاقتصادية المرنة والمحفزة. فخلال السنوات الأخيرة، تم تنفيذ مشاريع عملاقة؛ منها افتتاح مصنع “بيكو” للأجهزة المنزلية في العاشر من رمضان، ووضع حجر الأساس لمصانع “هيات كيميا” في العين السخنة، فضلًا عن نمو الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خصوصًا منطقة القنطرة غرب التي ضمت مصانع جديدة وجاري تطوير أخرى. ويُعزى هذا التوسع إلى توفر العمالة الماهرة وتكلفة الإنتاج المنخفضة، بجانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يشجع على التصدير عبر اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز).

اتفاقية التجارة الحرة وأثرها في تعزيز التبادل التجاري بين مصر وتركيا

تلعب اتفاقية التجارة الحرة دورًا محوريًا في تحديد إطار العمل التجاري بين البلدين، حيث تُعد تركيا من الدول الرائدة في تطبيق هذا النوع من الاتفاقيات، فيما استطاعت مصر بفضل اقتصادها القوي الحفاظ على هذه الشراكة وتطويرها بشكل مستمر. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً تجاوز 8 مليارات دولار بنهاية عام 2024، ما يعكس كثافة التعاون وعمق الروابط التجارية رغم التحديات اللاحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تعزيز التعاون في النقل والسياحة وقطاع الصناعات الدفاعية بين مصر وتركيا

يشهد النقل البحري بين مصر وتركيا خطوات تطويرية متسارعة، حيث تخطط الدولتان لإضافة خدمات سفن “RORO” الأمر الذي يسهم في رفع سرعة وكفاءة الشحن وتحسين حركة النقل التجاري. وبجانب ذلك، يبرز قطاع السياحة كجزء مهم من التعاون، مع زيادة عدد السياح الأتراك إلى مصر بنحو ثلاثة أضعاف عقب تبني نظام تسهيلات التأشيرة عند الوصول، مع توقعات بتضاعف هذا العدد خلال العام الحالي، مدعومًا بفتح المتحف المصري الكبير الذي يمثل نقطة جذب سياحية بارزة. في المجال الصناعي، يستعد معرض الصناعات الدفاعية المصري “EDEX” للانطلاق قريبًا، كمنصة رئيسية لمراجعة واقع وآفاق التعاون في المجالات الصناعية والدفاعية بين البلدين، وهو ما يعكس عمق التنسيق الاستراتيجي بين القاهرة وأنقرة.

• مصر استعادت قدرتها على تصدير الغاز بفضل الإمدادات المؤمنة والاكتشافات المتتالية
• الاجتماعات المشتركة بين الجانبين تستهدف رسم خطط عملية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
• زيارات وزارية متبادلة تُعزز التعاون الثقافي والسياسي وتنسق في الملفات الاقتصادية

يمثل التنسيق المتواصل بين مصر وتركيا نموذجًا فريدًا للشراكة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تتكامل الجهود التنموية لتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية ونقل الخبرات، في ظل مناخ سياسي مستقر يدعم تحقيق مصالح الطرفين الاقتصادية. ويبرهن ذلك على قدرة البلدين في مواجهة التحديات المتعددة، وتحويل الأزمات إلى فرص تنموية تعود بالنفع على شعبيهما من خلال آفاق تعاونٍ واسعة ومتكاملة.