الدولار يشهد استقرارًا ملحوظًا .. وسط ترقب عالمي لبيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها الاقتصادي

استقر الدولار الأمريكي اليوم الجمعة وسط توقعات بمكاسب أسبوعية طفيفة مقابل العملات الرئيسية، وذلك مع ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم المؤجلة التي من غير المرجح أن تغير توجه مجلس الاحتياطي الاتحادي نحو خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. تضمنت هذه الأجواء تحركات ملحوظة للعملات الأخرى مثل الين والين الياباني، في ظل إعلان بيانات تضخم مستمرة فوق هدف البنك المركزي.

تحليل تأثير بيانات التضخم على أسعار الفائدة الأمريكية والعملات المنافسة

تلقى المستثمرون نبأ استقرار الين عند 152.58 مقابل الدولار بعد تراجعه في الجلسة السابقة، حيث كشفت بيانات التضخم الأساسي لأسعار المستهلكين في اليابان استمرار معدلها فوق الهدف البالغ 2% لبنك اليابان المركزي، مما يعزز التوقعات المتعلقة برفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب؛ وهذا يعكس حالة الإيجابية التي قد تؤثر على سياسات البنوك المركزية. تأتي هذه التطورات مع اقتراب الاجتماعات المرتقبة لكل من البنكين المركزيين في الولايات المتحدة واليابان، مما يبقي الأسواق المالية في حالة ترقب.

تأثير الحرب التجارية على تحركات سوق العملات قبيل اجتماع ترامب وشي جين بينج

يتركز اهتمام المستثمرين بشكل كبير على اللقاء القادم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج المقرر الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية. أثار هذا الاجتماع بعض التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى حل يخفف من حدة الحرب التجارية المتصاعدة بين الاقتصادين الأكبر عالميًا، وهو ما ينعكس على تحركات العملات وأسواق الأسهم؛ فمستقبل العلاقات التجارية بين البلدين يعد عاملاً رئيسيًا يؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية العالمية والدولار الأمريكي تحديدًا.

توقعات مؤشر أسعار المستهلكين ودورها في سياسة الفدرالي الأمريكي للفائدة

يرقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر في الولايات المتحدة اليوم، مع توقعات بارتفاع مقدار التضخم بنسبة 0.4% والتضخم الأساسي بنسبة 0.3% على أساس سنوي. وأكد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أنه سيصدر التقرير رغم استمرار الإغلاق الحكومي للأسبوع الرابع، مما يضيف مؤشرات إضافية حول توجه البنك المركزي الأمريكي. وبالرغم من عدم توقع تأثير هذه البيانات على قرار خفض الفائدة المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، فهي قد تلعب دورًا في تشكيل توجهات الاجتماع المقبل في ديسمبر، حيث يُتوقع خفض آخر لأسعار الفائدة خلال تلك الجلسة. ويشير تعامل السوق إلى استقرار كلي تقريبًا على خفض الفائدة مرتين خلال الفترة القادمة.

تعكس هذه المؤشرات حرص الأسواق على تقييم البيانات الاقتصادية وتأثيرها على السياسات النقدية، لا سيما في ظل ظروف صعبة وصراعات تجارية متزايدة تؤثر على القوى الشرائية وأسواق العملات بمختلف أنحاء العالم.