الاستعداد الكبير .. الدولار يرتفع بشكل ملحوظ قبيل صدور بيانات تضخم أميركية هامة

ارتفع الدولار اليوم الخميس أمام معظم العملات الرئيسية، لاسيما أمام الين الياباني، مع ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأميركية غدًا الجمعة بعد تأخرها بسبب الإغلاق الحكومي، إضافة إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالتهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة بين واشنطن وبكين. وارتفعت قيمة الدولار بشكل كبير أمام الين، مما يعكس الحالة المتقلبة في الأسواق حاليًا.

تأثير بيانات التضخم على تحركات الدولار والعملات العالمية

شهد الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.5% مقابل الين الياباني ليصل إلى 152.69 ين، بينما انخفض اليورو بنسبة 0.2% إلى مستوى 1.1589 دولار، في ظل تركيز الأسواق على بيانات التضخم الأميركية التي ستصدر رغم استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية. وصرح نيك ريس، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في مؤسسة مونيكس يوروب، بأن البيانات القادمة تمثل أهمية استثنائية هذه المرة، إذ يمكن الاعتماد عليها لتقديم مؤشرات حول إنفاق المستهلكين ومستوى النمو الاقتصادي، رغم تجاوز مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمؤشر أسعار المستهلك. هذه المعطيات تؤثر بشكل مباشر على تحركات الدولار وأداء العملات الأخرى.

دور الأحداث السياسية والداخلية في تقلبات الين الياباني مقابل الدولار

تأثر الين الياباني بعدة عوامل داخلية دفعت به إلى أدنى مستوياته في سبعة أشهر، حيث وصل الأسبوع الماضي إلى 153.29 ين مقابل الدولار، عقب انتخاب ساناي تاكايتشي، التي تُعرف بميلها للتيسير المالي، رئيسة للحزب الحاكم. ويراقب السوق الآن تفاصيل الحزمة التحفيزية المتوقع الإعلان عنها في ظل قيادتها لرئاسة وزراء اليابان، ما يجعل تقلبات الين مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسات المالية المستقبلية التي ستُتبع.

توقف الدولار أمام العملات الأوروبية الأصغر وانعكاسات أسعار النفط على الكرونة النرويجية

تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.3338 دولار، بعد تعافيه جزئيًا من خسائر يوم الأربعاء، في ظل صدور بيانات تضخم أقل من المتوقع دفعت بتوقعات السوق لخفض إضافي في سعر الفائدة من بنك إنجلترا خلال العام الحالي؛ مما أثر سلبًا على قوة الجنيه. في الوقت ذاته، أظهرت العملات الأوروبية الأصغر مثل الكرونة النرويجية صمودًا جيدًا، حيث صعدت مع ارتفاع أسعار النفط. وانخفض الدولار مقابل الكرونة النرويجية بنسبة 0.4% إلى 9.985 كرونة، متراجعًا تحت مستوى 10 كرونات للمرة الأولى منذ أسبوعين، ووصل اليورو إلى أدنى مستوى خلال شهر عند 11.568 كرونة نرويجية. أما الكرونة السويسرية، فحافظت على استقرارها قرب مستوى 0.92 لليورو، وقد يشجع ذلك البنك الوطني السويسري على التدخل لإضعاف العملة حسب ما أشار إليه أوليفييه كوربر، محلل العملات في سوسيتيه جنرال.

تجدر الإشارة إلى أن تحركات العملات اليوم جاءت في ظل حالة من الحذر الشديد بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأجيل إصدار بيانات مهمة، مما يعقد توقعات الأسواق ويُفاقم من التقلبات في أسعار العملات العالمية. مع هذه الظروف المتشابكة، يظل الدولار محور التركيز بصفته العملة العالمية الرئيسة التي تتأثر بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المتداخلة.