تذبذب غير مسبوق.. سعر الدولار اليوم الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥ في السودان يُزلزل الأسواق السوداء والبنوك

شهد سعر الدولار الأمريكي اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 ارتفاعاً ملحوظاً مقابل الجنيه السوداني، وسط أزمات اقتصادية خانقة وانعدام الاستقرار النقدي، مع استمرار تراجع قيمة الجنيه السوداني في السوق الموازي بشكل حاد تحت ضغط الطلب المتصاعد على العملة الخضراء.

تطورات سعر الدولار اليوم في السودان وأثرها على السوق الموازي

بلغ متوسط سعر الدولار في السوق الموازي اليوم الأربعاء حوالي 3,660 جنيه سوداني، فيما وصل السعر في بعض مناطق وسط الخرطوم إلى نحو 3,700 جنيه سوداني، مما يعكس تفاقم الهبوط الحاد للجنيه تجاه الدولار. وتتسع الفجوة بين السعر الرسمي المعلن من بنك السودان المركزي، والمقدر بحوالي 445 جنيه سوداني، مقارنة بالسعر المتداول في السوق القطري غير الرسمي، وهو ما يعكس البعد الكبير بين السعر الرسمي والواقعي للعملة في ظل غياب آليات ضبط فعالة.

ويشهد سوق العملات في السودان موجة مضاربات قوية يعززها شح المعروض من الدولار وتزايد الطلب عليه لأغراض متعددة كالاستيراد والاحتفاظ بقيمة الأموال، مما يرفع أسعار الدولار بوتيرة متسارعة ويزيد ضغط الانهيار على الجنيه السوداني.

الأسباب الحقيقية لتدهور الجنيه السوداني وتأثيرها على سعر الدولار اليوم في السودان

يرجع المحللون أسباب سقوط الجنيه السوداني إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل استمرار نقص العملة الأجنبية، تراجع الصادرات نتيجة الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع تكاليف الاستيراد، بالإضافة إلى غياب الثقة في النظام المصرفي وعدم وجود سياسات نقدية فعالة لضمان استقرار العملة المحلية.

تصاعد التضخم إلى مستويات قياسية نتيجة إزالة دعم الحكومة عن الوقود والطاقة، إلى جانب تقلبات أسعار السلع الأساسية، يدفع المواطنين والشركات إلى البحث عن الدولار كملاذ آمن، مما يعزز استمرار موجة المضاربات التي ترفع سعر الدولار اليوم في السودان بشكل مستمر. وتفاقم الأزمة السياسية والتوترات الأمنية يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي ويضعف أداء الجنيه السوداني بشكل أكبر.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية لارتفاع سعر الدولار اليوم في السودان والحلول الممكنة

تسبب ارتفاع سعر الدولار الأمريكي اليوم في السودان في ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالوقود والغذاء، وزيادة معدلات التضخم لتتجاوز 300% في بعض الفترات، ما أثر سلباً على الفئات الفقيرة والمتوسطة التي أصبحت عاجزة على مواكبة هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار.

كما أدى ذلك إلى ضعف الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتزايد الاعتماد على السوق الموازي للعملات، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة وتراجع قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية، في ظل القلق المتواصل من فقدان المدخرات مع كل موجة جديدة لارتفاع الدولار.

ويطالب الاقتصاديون بضرورة تدخل حكومي عاجل لوضع سياسات اقتصادية صارمة تكبح المضاربات وتضبط سوق العملات الأجنبية، عبر:

• إطلاق مبادرات لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد
• توفير برامج دعم موجهة للأسر ذات الدخل المحدود
• تفعيل الرقابة المصرفية للحد من حركة رؤوس الأموال في السوق الموازي
• الاستفادة من الدعم الدولي والمؤسسات المالية العالمية لتحقيق استقرار نقدي

يبقى سعر الدولار اليوم في السودان هو المؤشر الأبرز لتدهور الحالة النقدية، فيما يعاني الجنيه السوداني من ضعف تاريخي غير مسبوق مقابل العملات الأجنبية بسبب أزمات سياسية واقتصادية مركبة تزيد من تعقيد المشهد المالي في البلاد.