سعر الدولار اليوم في مصر .. استقرار ملاذ اقتصادي وسط مخاوف متزايدة
شهدت أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري في مصر يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 تباينًا طفيفًا مع استمرار موجة الهبوط التي بدأت مطلع العام، في ظل جهود البنك المركزي المكثفة لإدارة السيولة والسيطرة على معدلات التضخم، ما يعكس ديناميكية سوق العملات المحلية وتأثير السياسات النقدية.
تفاصيل أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري في البنوك
شهد سعر الدولار الأمريكي في مختلف البنوك المصرية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم، حيث سجل البنك المركزي المصري سعر 47.49 جنيهًا للشراء و47.62 جنيهًا للبيع، فيما جاء سعر الدولار في البنك الأهلي المصري وبنك مصر عند 47.53 جنيهًا للشراء و47.63 جنيهًا للبيع، بينما بلغ في بنك القاهرة 47.58 جنيهًا للشراء و47.68 جنيهًا للبيع، وسجل بنك فيصل الإسلامي سعر 47.50 جنيهًا للشراء و47.60 جنيهًا للبيع. أما بالنسبة للبنوك الخاصة مثل كريدي أجريكول، فبلغ سعر الدولار 47.48 جنيهًا للشراء و47.58 جنيهًا للبيع، وتفاوتت قيمة الدولار في باقي البنوك بين 47.49 و47.60 جنيهًا للشراء، وبين 47.60 و47.70 جنيهًا للبيع، مما يعكس ثباتًا نسبيًا مؤقتًا في سوق الصرف.
العوامل المؤثرة في استقرار وأسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري
تبنى البنك المركزي المصري مؤخرًا إجراءات تنظيمية جديدة في السوق المفتوحة بهدف إدارة فائض السيولة البنكية، ما ساعد على امتصاص أكثر من 131 مليار جنيه عبر عطاءات أسبوعية بعائد يصل إلى 21.5%، في إطار سياسة نقدية مشددة تهدف إلى احتواء التضخم الذي أظهر بعض التراجع الملحوظ خلال الأسابيع الماضية، حيث تؤثر هذه السياسات بشكل مباشر على أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري. كما يستجيب سوق النقد الأجنبي لتأثيرات المستجدات العالمية والإقليمية، بما فيها تحركات أسعار الفائدة العالمية وتقلبات حركة التجارة، إذ زاد عرض الدولار في السوق المحلي بسبب مدفوعات السياحة وتحويلات المصريين من الخارج، ما يخفف من الضغط على سعر العملة الأمريكية.
قراءة تحليلية وتوقعات لسوق الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري
تشير البيانات إلى أن الدولار الأمريكي قد خسر جزءًا من مكاسبه التي حققها عقب تطبيق نظام التعويم الكامل للجنيه في مارس 2024، عندما تجاوز سعر الدولار مستوى 51 جنيهًا، حيث انخفض الآن إلى مستوى 47.60 جنيهًا للبيع، ما يعادل تراجعًا يزيد على 6% منذ بداية العام، ويعزو خبراء الاقتصاد هذا التوجه إلى الاستقرار في حركة التدفقات الأجنبية والإيرادات السياحية وتحويلات المغتربين، وإلى توقف المضاربات على الدولار الذي كان يضغط على سعره. رغم ذلك، تظل الأسواق حذرة وترقب تحركات البنك المركزي في الفترة المقبلة، مع احتمالية استمرار التراجعات إذا استمرت التدفقات الدولارية وهدأت مخاوف المستثمرين بشأن تقلب الأسعار. غير أن بعض المختصين يحذرون من احتمالية تقلبات نتيجة الضغوط على الاقتصاد العالمي وتغيرات أسعار الفائدة الأمريكية، مما يستوجب متابعة دقيقة من الأفراد والشركات لأخبار السوق الأمريكية والعالمية، في ظل قدرة الجنيه المصري على الحفاظ على ثباته النسبي أمام تقلبات الدولار المدعوم بسياسة نقدية صارمة وإدارة فعالة للسيولة.