تطور مذهل.. «معلومات الوزراء» تستعرض التحول العالمي في صناعة السيارات وجهود توطينها محليًا
تبلغ صناعة السيارات العالمية في عام 2024 نقلة نوعية واضحة، حيث يُشكل التحول نحو التنقل الذكي والمستدام عنصرًا أساسيًا في هذه الصناعة، مع انطلاق الجهود لتوطين هذه الصناعة محليًا في مصر وتعزيز مكانتها كقطب إقليمي في هذا المجال الحيوي.
الاتجاهات العالمية في صناعة السيارات والتحول نحو التنقل الذكي
بلغ إنتاج المركبات عالميًا نحو 92.5 مليون وحدة خلال عام 2024، بنسبة زيادة طفيفة بنسبة 0.73٪ مقارنة بعام 2019، وفقًا للمنظمة الدولية لمصنعي السيارات (OICA)، مع سيطرة سيارات الركوب على النصيب الأكبر بإنتاج 67.67 مليون سيارة، أي نحو 73.2٪ من إجمالي الإنتاج. تتصدر الصين مشهد الإنتاج العالمي لسيارات الركوب بنسبة 40.6٪، تليها اليابان والهند، بينما تتصدر تجارة السيارات صادرات بلغت قيمتها 1.8 تريليون دولار، مع صادرات سيارات الركوب وحدها بقيمة تقارب 948.13 مليار دولار، مما يعكس الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذا القطاع. يقدم التنقل الذكي حلولًا تكنولوجية متقدمة تشمل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتقنية الجيل الخامس لتحسين تدفق الحركة والتحكم الديناميكي، إلى جانب المركبات الكهربائية والطاقة النظيفة، والمنصات التشاركية للركوب، والقيادة الذاتية، وإعادة التدوير بفعالية، في ظل سوق عالمي للنقل الذكي يُقدر بنحو 124.6 مليار دولار عام 2024، متوقعًا نموًا قويًا مستمرًا.
الجهود والمبادرات المصرية لتوطين صناعة السيارات وتعزيز التنمية الصناعية
تتخذ مصر خطوات حثيثة نحو توطين صناعة السيارات من خلال تأسيس مجلس أعلى لصناعة السيارات، وصندوق تمويل خاص بالسيارات الصديقة للبيئة، ووحدة مختصة تابعة لوزارة الصناعة، بالإضافة إلى برنامج وطني لتنمية هذا القطاع وبرنامج حوافز للإنتاج المحلي. جاءت هذه الجهود مدعومة بمخصصات مالية تصل إلى 5.2 مليار جنيه في موازنة 2025/2026 لدعم الصناعة، مع وجود نحو 192 شركة تعمل بالقطاع ورأسمال مصدر يقترب من 7.2 مليار جنيه، ما يعكس ثقة المستثمرين في المستقبل الواعد. وقد شهد سوق السيارات في مصر نموًا لافتًا، حيث ارتفعت المبيعات من 5.38 آلاف سيارة في يناير 2023 إلى 14.3 ألف سيارة في مايو 2025، مع زيادة في حجم السوق الكلي بنسبة 94.83٪ مقارنة بعام 2024، ولاسيما في سوق سيارات الركوب الذي استحوذ على 77.6٪ من السوق، مع تفضيل المستهلكين لسيارات الفئة المتوسطة ومتعددة الاستخدامات.
فرص النمو والتحديات في صناعة السيارات الذكية والمستدامة بمصر
تتمتع صناعة السيارات في مصر بفرص نمو كبيرة تدعمها عوامل استراتيجية منها المساحة الجغرافية وعدد السكان الشباب، وانخفاض معدل ملكية السيارات، بالإضافة إلى خصائص مناطق التجارة الحرة التي تدعم دخول طرازات مستوردة منافسة. وينعكس الدعم الحكومي المستمر نحو كهربة أساطيل السيارات بما يفتح آفاقًا واسعة لصناعة السيارات الكهربائية محليًا، كما تُبرز أهمية التعاون الدولي واتفاقيات الصناعة التي تعزز المشروعات الوطنية مثل إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات. بالرغم من ذلك، يواجه القطاع تحديات متعددة تشمل الجوانب الأمنية، والتشريعية، والتمويلية، ومتطلبات الحفاظ على خصوصية المستخدمين في تقنيات التنقل الذكي، ما يستدعي تطوير سياسات وتشريعات متوازنة لدعم استمرار النمو وتكامل التكنولوجيا الحديثة.
| نوع السيارات | النسبة المئوية في السوق المصرية (يناير-مايو 2025) |
|---|---|
| سيارات الركوب | 77.6٪ |
| الشاحنات | 16.5٪ |
| الحافلات | 5.9٪ |
زاد حجم سوق السيارات المفككة بالكامل في مصر ليبلغ 57.7٪ من إجمالي السوق، في حين شكلت السيارات المكتملة الصنع 42.3٪، مع تسجيل نمو ملحوظ في أعداد كلتيهما خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025. ويتوقع استمرار تحسن قطاع تصنيع السيارات بدعم من استقرار أسعار الصرف وتخفيف القيود على الاستيراد، ما يدعم التوسع في صناعة السيارات الكهربائية ويعزز من تنافسية الإنتاج المحلي على عدة مستويات. يعد توطين صناعة السيارات بمصر حجر الزاوية لتحقيق التنمية الصناعية، ونقلة نوعية في تعزيز الاقتصاد الوطني، ونقل التكنولوجيا، وخلق فرص عمل تُساهم في بناء قاعدة صناعية متقدمة تراعي آخر تطورات التنقل الذكي والمستدام على الصعيد العالمي.