CoMind لمراقبة الدماغ.. قصة نجاح استثمارية من فكرة مراهق إلى 100 مليون دولار

بواسطةسارة العوضيآخر تحديث21 أكتوبر 2025 - 8:27م

تُعد تقنية مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ دون الحاجة إلى خضوع المريض لجراحة فتح الجمجمة من أحدث الابتكارات الطبية التي طورتها شركة CoMind البريطانية الناشئة، والتي نجحت في جمع تمويل يزيد على 100 مليون دولار بهدف تطوير أجهزتها والحصول على الموافقات التنظيمية في الولايات المتحدة.

تطور تقنية مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ والطموح الطبي

قفزت شركة CoMind، التي تتخذ من لندن مركزاً لها، إلى الواجهة بعد استثمار جديد بقيمة 60 مليون دولار قادته شركة Plural لرأس المال الاستثماري، في إطار خطة لإطلاق الجهاز الطبي الخاص بالمراقبة العصبية بحلول عام 2027، ليصل إجمالي التمويلات التي حصلت عليها الشركة إلى أكثر من 102.5 مليون دولار تقريباً. وتعمل الشركة حالياً على جذب مستثمرين في السوق الأمريكية لدعم المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي تهدف إلى ضمان موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مما يعزز فرص وصول جهاز مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ إلى المرضى.

الرؤية الشبابية وراء ابتكار مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ

أسس جيمس داكومب شركة CoMind في عام 2018، حين كان مراهقاً فقط وترك الدراسة وهو في السادسة عشرة من عمره؛ إذ يعتقد أن الدماغ، على أهميته، يعاني من نقص في المراقبة السريرية مقارنةً ببقية أعضاء الجسم، لذلك يسعى لأن تصبح مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ ممارسة روتينية تشبه قياس ضغط الدم. ويعتمد الجهاز الذي طورته الشركة على تقنية غير جراحية تستخدم أشعة ليزر تحت الحمراء منخفضة الطاقة لمتابعة تدفق الدم وقياس الضغط داخل الجمجمة وتنظيمه ذاتياً، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى إصابات الدماغ الرضحية وعمليات جراحة القلب.

وأوضح تافيت هينريكوس، المؤسس المشارك لشركة Wise والشريك الاستثماري بشركة Plural، أن جيمس داكومب يمثل مثالاً لمؤسس شاب يجمع بين الفضول والإبداع، رغم قلة خبرته في مجال الأجهزة الطبية، حيث يشبهه بإيلون ماسك الذي لم يمتلك معرفة سابقة بالصواريخ قبل بناء شركة SpaceX، مؤكداً أن هذه الروح هي ما يدفع الابتكارات الكبرى التي تتعامل مع تحديات معقدة برؤى جديدة.

رحلة داكومب من البرمجة إلى تطوير جهاز مراقبة تدفق الدم وضغط الدم في المخ

بدأ داكومب اهتمامه بالتكنولوجيا برمجة التطبيقات والمواقع عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وتوسعت اهتماماته بعد قراءة أبحاث حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص سرطان الجلد من خلال صور الشامات، وهو ما ألهمه لاستكشاف إمكانيات التكنولوجيا في الصحة. وشهدت شركته الناشئة أول دعم مالي من شركة LocalGlobe في لندن، بالإضافة إلى حصوله على منحة بقيمة 100000 دولار من زمالة Thiel التي تدعم رواد الأعمال الشباب الذين لا يحملون شهادات جامعية.

يعرض جيمس فهمه المحدود للدماغ كإشكالية أساسية تربط بين مشاكل الصحة العقلية والزهايمر والخرف، ويرى أن التقنيات الحديثة مثل التي تعتمدها CoMind، والتي تحاكي تقنية Lidar المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة، توفر بديلاً أقل خطورة وأدق من الإجراءات الجراحية التقليدية التي تتطلب حفر الجمجمة لإدخال مستشعرات الضغط.

وتعتمد آلية عمل جهاز CoMind على تمرير ضوء ليزر عبر الجمجمة بسرعة تصل إلى 200000 مرة في الثانية، مع دمج الإشارات الضوئية لتعزيز دقتها، مما يسمح بقياس سرعة تدفق الدم ومعدل تشبع الأكسجين، دون الحاجة للوخز الجراحي الدائم، بينما تُسجل الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة ملايين حالة إصابة دماغية سنوياً، و15% من تلك الحالات تواجه مضاعفات جراء عمليات الحفر في الجمجمة.