من البرونز للذهب.. سواعد مغربية خالصة تصنع التاريخ ومنتخبات المغرب تعتلي منصات التتويج العالمية.

تُجسد إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم مرحلة ذهبية فريدة من نوعها، حيث نجحت المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها في فرض هيمنتها وصناعة التاريخ على الساحة القارية والعالمية، فمن المنتخب الأول إلى الأولمبي وصولًا لمنتخبات الشباب والناشئين، تحولت الأحلام إلى حقائق ملموسة بفضل التخطيط السليم والاعتماد على الكفاءات الوطنية التي أثبتت جدارتها في أهم المحافل الكروية.

كأس العالم للشباب: أبرز إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم على مستوى الفئات السنية

سطر منتخب المغرب تحت 20 عامًا فصلًا استثنائيًا في تاريخ الكرة العربية بتتويجه بلقب كأس العالم للشباب في تشيلي، حيث قاد المدرب الوطني محمد الوهابي كتيبة أسود الأطلس لتحقيق هذا المجد غير المسبوق، مما يؤكد أن الكفاءات المحلية هي كلمة السر وراء سلسلة النجاحات الأخيرة، فقد تمكن المنتخب الشاب من التفوق على نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس” بالعاصمة سانتياغو بهدفين نظيفين، ليصبح بذلك أول منتخب عربي وأفريقي يحمل كأس هذه البطولة الغالية، وتعد هذه البطولة واحدة من أهم إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم لأنها تبرهن على وجود جيل واعد قادر على حمل المشعل مستقبلًا.

ولم يكن الطريق نحو اللقب مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات الكبرى التي تجاوزها الأشبال بثقة واقتدار، حيث شهدت رحلتهم في البطولة محطات حاسمة أظهروا فيها تفوقًا تكتيكيًا وبدنيًا لافتًا، وكانت مسيرتهم نحو النهائي مليئة بالانتصارات على مدارس كروية عريقة.

  • تجاوز إسبانيا في دور المجموعات بنتيجة 2-0.
  • الفوز على البرازيل بنتيجة 2-1 لضمان صدارة المجموعة.
  • إقصاء كوريا الجنوبية في ثمن النهائي بنتيجة 2-1.
  • الفوز على الولايات المتحدة في ربع النهائي بنتيجة 3-1.
  • الثأر من فرنسا بركلات الترجيح في نصف النهائي بعد التعادل 1-1.

جاء الفوز في المباراة النهائية على الأرجنتين ليكون بمثابة اللؤلؤة التي زينت تاج مسيرة تاريخية، وهو ما يضيف قيمة كبرى إلى سجل إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم ويفتح الباب أمام طموحات أكبر.

برونزية الأولمبياد: بصمة تاريخية ضمن إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم

لم تقتصر النجاحات على فئة الشباب فحسب، بل امتدت لتشمل المنتخب الأولمبي الذي بصم على مشاركة تاريخية في أولمبياد باريس 2024، حيث نجح رفاق المدرب طارق السكتيوي في انتزاع الميدالية البرونزية، وهي أول ميدالية في تاريخ كرة القدم العربية بالأولمبياد، وشهد مشوار الفريق أداءً بطوليًا بدأ بالفوز على الأرجنتين 2-1، ورغم السقوط بصعوبة أمام أوكرانيا في اللحظات الأخيرة، عاد الفريق بقوة ليسحق المنتخب العراقي بثلاثية نظيفة ويضمن تأهله، وهذا الظهور المشرف يعد من أهم إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم لأنه يثبت عمق المواهب وجودة التكوين.

في الأدوار الإقصائية، واصل أسود الأطلس تألقهم وسحقوا المنتخب الأمريكي برباعية نظيفة في ربع النهائي، في تكرار لسيناريو التفوق على نفس الخصم في مونديال الشباب، ورغم أن الحلم الأولمبي توقف في نصف النهائي أمام إسبانيا بنتيجة 2-1، إلا أن العزيمة المغربية كانت حاضرة بقوة في مباراة تحديد المركز الثالث، حيث حقق المنتخب فوزًا تاريخيًا كاسحًا على نظيره المصري بسداسية نظيفة، ليحفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الألعاب الأولمبية ويعزز مكانة إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم.

مونديال 2022: ذروة إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم على الساحة العالمية

يبقى الإنجاز الأهم والأكثر رسوخًا في الأذهان هو الملحمة التي سطرها المنتخب الأول بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي في مونديال قطر 2022، حيث وصل الفريق إلى المربع الذهبي في سابقة تاريخية للكرة العربية والأفريقية، وخلال تلك الرحلة المذهلة، تمكن أسود الأطلس من قهر منتخبات أوروبية عريقة، فبدأوا بإسقاط بلجيكا بثنائية في دور المجموعات، ثم أطاحوا بإسبانيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي، قبل أن يحققوا الانتصار الأغلى على البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو بهدف نظيف في ربع النهائي، مما جعل إنجازات منتخب المغرب في كرة القدم حديث العالم بأسره.

ومع أن المشوار توقف عند نصف النهائي بالخسارة أمام فرنسا، ثم في مباراة البرونزية أمام كرواتيا، إلا أن هذا الجيل الذهبي فتح آفاقًا جديدة للكرة المغربية، التي باتت قوة يُحسب لها ألف حساب، وتستمر هذه النهضة الكروية مع تأهل المغرب كأول منتخب أفريقي إلى كأس العالم 2026 للمرة الثالثة على التوالي، بالإضافة إلى فوزه بشرف تنظيم مونديال 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، واستضافة كأس الأمم الأفريقية نهاية عام 2025.

هذه النجاحات المتتالية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج عمل دؤوب ورؤية واضحة تهدف إلى وضع المغرب على قمة هرم كرة القدم العالمية.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.