سنوات من الألم.. توقف النبض وانتهت رحلة المعاناة بعد وفاة والدة أمير عيد متأثرة بمرض ألزهايمر.

شكلت قصة معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر فصلاً مؤثراً ومؤلماً في حياة الفنان، حيث كشف عن تفاصيل عميقة وصدمات شخصية عقب رحيلها عن عالمنا، تاركةً وراءها إرثاً من الذكريات والألم الذي رافق سنواتها الأخيرة، وهي القصة التي جسدت معنى الفقدان حتى قبل حدوثه الفعلي، وألقت بظلالها على نظرته للحياة والفن.

تفاصيل معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر: قصة بدأت يوم زفافه

كشف الفنان أمير عيد، عضو فرقة كايروكي، عن اللحظات الأولى التي بدأ فيها يلاحظ تغيراً في سلوك والدته، حيث كانت البداية في يوم زفافه الذي من المفترض أن يكون ذكرى سعيدة، لكنه تحول إلى نقطة انطلاق القلق حين بدت والدته على غير طبيعتها، وبدت تصرفاتها مختلفة وغريبة، وبعد عودته من السفر، تفاقم هذا الشعور مع تدهور حالتها الصحية بشكل ملحوظ، مما دفعه لبدء رحلة طويلة وشاقة بين الأطباء وإجراء الفحوصات الطبية المتتالية، وهي الرحلة التي انتهت بتشخيص مؤلم أكد إصابتها بمرض الزهايمر، ليبدأ فصل جديد ومؤلم في قصة معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر التي لم تكن مجرد مرض عابر، بل كانت تجربة إنسانية قاسية أعادت تشكيل حياته.

أصعب لحظات أمير عيد مع مرض والدته ونسيانها له

يروي أمير بحرقة وألم أن أصعب ما واجهه خلال فترة مرض والدته كان فقدانها لذاكرتها تجاهه، حيث وصف صدمته بأنها الأكبر في حياته عندما يرى والدته أمامه لكنها لا تتذكر هويته، فكان هذا النسيان بمثابة جرح عميق لا يندمل، وأضاف أنه كان يتمنى بشدة أن يتمكن من رد جميلها وتعويضها عن كل الصعوبات التي مرت بها، خاصة بعد انفصالها عن والده وتحملها للمسؤولية بمفردها، لكن المرض حال دون تحقيق هذه الأمنية، مما جعله يشعر بظلم كبير هزّ إيمانه في بعض اللحظات، متسائلاً لماذا استحقت والدته كل هذا العذاب، ورغم قسوة النسيان الذي فرضه المرض، كانت هناك ومضة أمل تكمن في حفاظها على أداء الصلاة في أوقاتها، الأمر الذي اعتبره أمير دليلاً على عمق إيمانها الذي لم يمحُه المرض، وقد تجسدت هذه التجربة المؤلمة في عدة جوانب شكلت جوهر معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر وتأثيرها عليه.

  • صدمة النسيان وفقدان الهوية في عيني أقرب الناس إليه.
  • الشعور بالعجز عن رد الجميل والوفاء بحقها عليه.
  • الإحساس بالظلم وتأثر إيمانه الشخصي بقسوة ما حدث.
  • التمسك بإيمانها العميق الذي ظهر في حفاظها على الصلاة.

إن معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر لم تكن مجرد تجربة مرضية، بل كانت درساً إنسانياً عميقاً في الصبر والفقدان والإيمان، ففي وسط الألم، كان يجد القوة في تذكر إرثها وقيمها التي بقيت حية حتى مع غياب ذاكرتها.

وصية مؤثرة وحكمة خالدة: كيف أثرت معاناة والدة أمير عيد في نظرته للفن؟

ترك إرث والدة أمير عيد بصمة واضحة على فلسفته في الحياة والفن، وهو ما تجلى في حكمة خالدة نقلها عنها، حيث قالت له ذات مرة: “عمرك ما هتبقى شخص غني إلا لو عندك حاجة الفلوس متشتريهاش”، هذه الكلمات البسيطة والعميقة أصبحت دستوراً يوجه مسيرته الفنية والشخصية، وقد انعكست هذه الفلسفة بوضوح في تعليقاته الأخيرة على ظاهرة التباهي بالأرقام والمشاهدات في الوسط الفني، فخلال حفله بمهرجان العلمين، أكد أمير أن القيمة الحقيقية للفنان لا تُقاس بعدد المتابعين أو حجم الحفلات، بل بصدق المحتوى الذي يقدمه، قائلاً إن “الأرقام عمرها ما كانت معيار إن الفنان جامد، الحاجات الرخيصة هي اللي بتتباع”، وهذا الموقف يوضح كيف حول تجربة معاناة والدة أمير عيد مع الزهايمر إلى مصدر قوة ومنظور مختلف يرى به النجاح الحقيقي.

لقد علمته تلك التجربة أن الجوهر والقيمة الإنسانية هما ما يبقى، تماماً كما بقيت روح والدته وإيمانها رغم تلاشي ذاكرتها، فأصبح فنه انعكاساً لتلك القناعة، باحثاً عن الصدق لا عن الأرقام.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.