انهيار مفاجئ .. الذهب يتراجع بفقدان أكثر من 90 دولار بعد ملامسة 4400 دولار

شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة تسببت في تراجع حاد خلال تداولات الأسبوع الأخير، حيث فقدت الأوقية أكثر من 91 دولارًا بعد أن وصلت إلى قمة تاريخية تجاوزت 4390 دولارًا، ما يعكس تذبذبًا قويًا بسبب عمليات جني الأرباح من المستثمرين.

تراجع أسعار الذهب بعد الوصول إلى قمة تاريخية غير مسبوقة

شهدت عقود الذهب الأمريكية لتسليم ديسمبر 2025 انخفاضًا إلى 4213.30 دولارًا للأوقية، بانخفاض نسبته 2.12%، وهو ما يعادل تراجع قدره 91.30 دولارًا، وذلك بعد تسجيل أعلى مستوى لها عند 4392 دولارًا خلال نفس الجلسة؛ مما يؤكد التقلب الكبير الذي شهدته السوق في نهاية الأسبوع. ويُرجع المحللون هذا التراجع الحاد إلى عمليات جني الأرباح التي تلت صعودًا غير مسبوق زادت فيه مكاسب الذهب عن 65% منذ مطلع العام؛ وذلك في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية التي حفّزت الطلب على المعدن النفيس.

تأثير جني الأرباح والضغوط الفنية على أسعار الذهب في السوق الحالي

يُعد الهبوط الأخير في أسعار الذهب تصحيحًا طبيعيًا لسوق شهد ارتفاعًا متتاليًا طويل الأمد، ولا يشير إلى تغيير في الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس. وأوضح كبير المحللين في مجموعة “أوكسفورد إيكونوميكس” أن السوق كان بحاجة لاستراحة بعد الارتفاع السريع، وأن عمليات جني الأرباح تمثل سلوكًا معتادًا عند تحقيق قمم تاريخية. وبالإضافة إلى ذلك، أثر ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتحسن عوائد السندات الأمريكية سلبًا على أسعار الذهب؛ إذ زاد ذلك التكلفة على حائزي العملات الأخرى و دفع بعض المستثمرين إلى التوجه نحو الأصول ذات العائد الأعلى، وهو ما ساهم في الضغط على الأسعار.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب بين فرص الارتفاع والضغوط المحتملة

رغم الخسائر اليومية الكبيرة، حافظ الذهب على أداء قوي خلال الأسبوع، مسجلًا مكاسب تخطى نسبتها 8.7%، وهو أفضل أداء أسبوعي منذ سبتمبر 2008. وتعتمد هذه القوة على توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وعلى الطلب المستمر من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار العالمية. كما تلعب التوترات الجيوسياسية ومخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي دورًا مهمًا في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن. من المرجح أن يعود الذهب للارتفاع إذا أكدت السياسات النقدية في الفيدرالي الأمريكي اتجاهها نحو دورة تيسير جديدة. وعلى هامش ذلك، شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم تراجعًا طفيفًا بسبب التصحيح في الأسواق العالمية.

إن تقلبات أسعار الذهب تعكس حالة الحذر بين المستثمرين مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية وقرارات البنوك المركزية الكبرى؛ حيث تبقى الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية عوامل رئيسية تدعم الاتجاه الصاعد للذهب على المدى المتوسط، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا لمن يبحث عن ملاذ آمن وسط أجواء عالمية متقلبة.