قلق متزايد .. الدولار يتجه لخسارة أسبوعية وسط توترات التجارة مع الصين
يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل خسارة أسبوعية وسط تزايد قلق المستثمرين من تبعات التجارة مع الصين وعدم الاستقرار في القطاع المصرفي الإقليمي بالولايات المتحدة، مما يؤثر بشكل ملحوظ على مؤشر الدولار الذي يعكس أداء العملة الأمريكية مقارنة بسلة من العملات الرئيسية، إذ انخفض بنسبة 0.43% خلال الأسبوع، مع تعافٍ طفيف بنسبة 0.17% مساء الجمعة ليصل إلى مستوى 98.43 نقطة.
تراجع الدولار الأمريكي وتأثير التجارة مع الصين على الأسواق العالمية
شهد الدولار الأمريكي أضعف مستوياته خلال الشهر الحالي أمام الفرنك السويسري، واستقر مقابل الين الياباني وسط حالة من الضبابية الاقتصادية المتصاعدة التي نتجت عن إغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مما أدى إلى تعطيل إصدار بيانات اقتصادية هامة مثل طلبات الإعانة والوظائف، وهو ما زاد من إحجام المستثمرين وزاد من ضعف الثقة في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. وأوضح ستيف إنجلاندر، الرئيس العالمي لأبحاث العملات الأجنبية في بنك ستاندرد تشارترد، أن هناك عمليات بيع للدولار كملاذ آمن نتيجة تقلبات الأخبار المتعلقة بالصين والقطاع المصرفي الأمريكي، وقال إن هذه التطورات تقوض ثقة المستثمرين وتدفعهم نحو عملات أكثر استقرارًا مثل الفرنك السويسري والين الياباني.
المخاوف الاقتصادية والسياسية وتأثيرها على تقلبات الدولار الأمريكي
تعامل السوق مع أسبوع استثنائي شهد إغلاقًا حكوميًا طويلًا، إضافة إلى غياب البيانات الاقتصادية المهمة، ما دفع بعض المحللين مثل آمو ساهوتا، مدير شركة كلاريتي إف إكس في سان فرانسيسكو، إلى اعتبار تحركات الدولار الحالي أكثر تشابهًا مع تكتيكات تفاوضية بين واشنطن وبكين بدلًا من تغيرات اقتصادية فعلية. في الوقت ذاته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية لن يكون مستدامًا، مع إلقائه جزءًا من اللوم على الصين في تعثر المحادثات التجارية، مشيرًا إلى نيته لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية خلال أسبوعين لمحاولة تخفيف التوترات المتصاعدة.
تأثير السياسة النقدية ونتائج تداول العملات الأخرى مقابل الدولار الأمريكي
في سياق آخر، أشار كريستوفر والر، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى دعمه لفكرة خفض إضافي في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للبنك، مع تنوع مؤشرات سوق العمل التي تدعو إلى اتخاذ إجراءات تدعم النمو. أما على مستوى العملات المنافسة، فقد انخفض اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.17% إلى مستوى 1.1667 دولار، كما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3433 دولار مع ميل بسيط نحو التراجع، بينما تماسك الدولار أمام الين الياباني عند 150.49 ينًا، ولكن يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية وسط تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا حول احتمالية رفع الفائدة قريبًا. ومع اضطراب الأسواق وضعف الثقة في السياسات التجارية والنقدية، يعكس أداء الدولار الأمريكي هشاشته في مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي وتزايد الشكوك حول مسار الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة.