انخفاض متواصل.. النفط يسجل أدنى مستوى له في خمسة أشهر مع خسائر للأسبوع الثالث

سجل النفط أدنى مستوى له في خمسة أشهر، حيث وصل سعر خام برنت إلى 61.3 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، مسجلاً انخفاضًا للأسبوع الثالث على التوالي وخسارة تقارب 3% وسط تصاعد القلق من فائض المعروض وحالة عدم اليقين الجيوسياسي التي تؤثر على الأسواق. هذا التراجع يعكس التوترات في السوق والمخاوف المستمرة بشأن التوازن بين العرض والطلب.

تأثير الأحداث الجيوسياسية على تراجع أسعار النفط عالميًا

شهد سوق النفط تدهور الأسعار نتيجة للأخبار المتعلقة بالاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي خلال أسبوعين لمناقشة الحرب في أوكرانيا، وهذا يأتي بعد وقف إطلاق نار مؤقت في غزة بين إسرائيل وحماس، مما زاد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتأثيره المباشر على تحركات السوق. في الوقت ذاته، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي بهدف طلب دعم عسكري إضافي يشمل صواريخ توماهوك بعيدة المدى، وهو ما يضيف بعدًا جديدًا إلى المشهد الجيوسياسي المتشابك. من جهتها، تستمر واشنطن في ممارسة الضغط على الهند والصين لتقليل وارداتهما من النفط الروسي، مما يؤثر على أنماط التجارة العالمية للطاقة ويزيد من تعقيد توقعات السوق.

فائض المعروض وأثره على أسعار النفط الحالية والمستقبلية

يركز المستثمرون والمحللون على المخاوف المتزايدة من فائض المعروض الذي يبقي أسعار النفط منخفضة، إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة فائض النفط الخام العالمي في عام 2026، بسبب ارتفاع الإنتاج العالمي وعدم تناسبه مع الطلب. سجل الإنتاج الأمريكي مستوى قياسيًا عند 13.636 مليون برميل يوميًا، ما زاد من الضغوط على الأسعار، خصوصًا مع ارتفاع المخزونات الأمريكية بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي. ترافق ذلك مع تقارير التجار عن زيادة في عروض التخزين في المراكز الرئيسية، مما يعزز فرضية استمرار الفائض في السوق.

مؤشرات السوق وآفاق أسعار النفط مع استمرار التحديات العالمية

تُشير العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى استقرار عند 57.50 دولارًا، لكنها تسجل خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، مما يعكس استمرار الضغوط على السوق وحدوث تقلبات مع تقلب الأوضاع الجيوسياسية. وسط هذه الظروف، يبقى مستقبل أسعار النفط مرتبطًا بمدى تطورات الصراعات الدولية والتغيرات في سياسات الاستيراد العالمية، خاصة مع استمرار الضغط على كبار المستوردين مثل الهند والصين للحد من النفط الروسي. تتوقع الأسواق أن تستمر حالة عدم اليقين في التأثير على الأسعار، مدعومة بارتفاع المخزونات والانتاج العالمي المستمر.