الدولار يواجه أكبر تراجع شهري منذ بداية العام وسط ضغوط خفض الفائدة
تتعرض العملة الأميركية لضغوط قوية خلال أغسطس، مع توقعات واضحة بخفض أسعار الفائدة وتأثير الخلافات السياسية على استقلال البنك المركزي، ما دفع الدولار لتسجيل خسائر تقارب 2% مقابل سلة من العملات الرئيسية وسط أجواء من التذبذب وعدم اليقين في الأسواق.
تذبذب الدولار الأميركي مع توقعات خفض أسعار الفائدة وأثرها على الأسواق
يشهد الدولار الأميركي حالة من التذبذب في السوق اليوم الجمعة، لكنه يتجه بشكل عام نحو خسائر شهرية تصل إلى حوالي 2% خلال أغسطس، ويعود ذلك جزئيًا إلى تصاعد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل. تزيد هذه التوقعات من الضغوط على أداء الدولار، خاصة مع المخاوف المتزايدة بشأن استقلال البنك المركزي الأميركي، الذي يعد عاملاً رئيسيًا في ضمان استقرار العملة وخفض المخاطر. رغم استقرار مؤشر الدولار عند 97.917 نقطة، إلا أن الهبوط الشهري بات واضحًا، مع تراجع تراكمّي يُقدّر بنحو 10% منذ بداية العام الجاري، نتيجة تحوّل المستثمرين نحو بدائل أكثر أمانًا في ظل السياسات التجارية الأميركية المتقلبة والتوتر المتصاعد بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي.
الخلافات السياسية وتأثيرها على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وأداء الدولار الأميركي
ازدادت الضغوط على الدولار الأميركي نتيجة الخلافات بين السلطة التنفيذية والاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع محاولات الرئيس السابق دونالد ترامب التأثير على السياسة النقدية؛ إذ سعَى مرارًا لإقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي البنك المركزي، وما تلا ذلك من رد قضائي حاسم بمنع ذلك. تمثل هذه التطورات إحدى أبرز نقاط الخلاف التي تؤثر سلبًا على ثقة الأسواق في الدولار، لا سيما مع الانتقادات المتكررة التي وجهها ترامب لرئيس الاحتياطي جيروم باول بسبب تباطؤ وتيرة خفض الفائدة. تتجلى أهمية استقلال البنك المركزي في قدرته على إدارة السياسة النقدية بعيدًا عن التدخلات السياسية، وهو ما يتأثر سلبًا مع تصاعد هذه التوترات، مؤديًا إلى تقلّب واضح في قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى.
مكاسب العملات الرئيسية وترقب الأسواق للقرارات النقدية وبيانات التضخم الأميركية
في ظل تراجع الدولار، شهدت العملات البديلة مكاسب ملحوظة خلال الشهر الجاري؛ حيث استقر اليورو عند 1.1675 دولار، متجهًا لتحقيق زيادة شهرية تصل إلى حوالي 2%، كما بلغ الجنيه الإسترليني 1.3509 دولار في آخر التداولات، فيما صعد الدولار الأسترالي إلى 0.6533 دولار مع مكاسب شهرية بلغت 1.6%. تنتظر الأسواق بشغف بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي.إم.إي”، ارتفعت احتمالية خفض الفائدة إلى 86% في سبتمبر، مقابل 63% قبل شهر، ما يعزز التوقعات بتغييرات واضحة في السياسة النقدية الأميركية. رغم نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الثاني بشكل يفوق التقديرات، إلا أن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات تلقي بظلالها على النشاطات الاقتصادية المختلفة، محفزة المستثمرين للبحث عن أصول بديلة تفصلهم عن تداعيات التضخم والسياسات التجارية المتقلبة.
العملة | سعر الصرف (دولار) | المكاسب الشهرية (%) |
---|---|---|
اليورو | 1.1675 | 2 |
الجنيه الإسترليني | 1.3509 | غير محدد |
الدولار الأسترالي | 0.6533 | 1.6 |
- تذبذب الدولار الأميركي مع توقعات خفض أسعار الفائدة
- تأثير الخلافات السياسية على استقلالية البنك المركزي
- مكاسب واضحة للعملات الرئيسية مقابل الدولار
- ترقب المستثمرين لبيانات التضخم وقرارات الاحتياطي الفيدرالي