ارتفاع غير مسبوق.. أسعار الذهب تتجاوز 4240 دولارًا للأونصة مع توقعات بمزيد من الصعود

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مدفوعة بتصاعد التوترات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر والتوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين وسط هذه الظروف المعقدة.

مستويات قياسية لأسعار الذهب وسط تقلبات الأسواق الاقتصادية

شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 4,233.06 دولار للأوقية عند الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس مستوى قياسيًا سابقًا عند 4,241.77 دولار؛ وجاء ذلك مع زيادة حجم التداول نتيجة المخاوف الاقتصادية المتزايدة على المستوى العالمي، بينما ارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1.1% مسجلة 4,246.60 دولار، ما يعكس تزايد الإقبال على الذهب باعتباره أصلًا تحوطيًا في ظل حالة عدم الثبات الاقتصادي.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على الطلب المتزايد على الذهب

شهدت مكاسب الذهب تزامنًا مع تصاعد النزاعات بين أقوى الاقتصاديات العالمية؛ حيث انتقدت واشنطن القيود الجديدة التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة، معتبرة إياها تهديدًا لسلاسل الإمداد الحيوية على المستوى العالمي، بينما ردت الصين بفرض رسوم على السفن الأمريكية، مما رفع احتمالية اندلاع حرب تجارية جديدة، وسهم ذلك في زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن. وأوضح كايل رودا، كبير محللي شركة OANDA، أن تصريحات الاحتياطي الفيدرالي حول خفض الفائدة إلى جانب استخدام الرئيس الأمريكي لمصطلح “حرب تجارية” كان لهما تأثير قوي في دفع أسعار الذهب للارتفاع.
بدورها، نقلت وزيرة الخزانة الأمريكية جينت يلين أن الإغلاق الحكومي المستمر منذ أكثر من أسبوعين قد يسبب خسائر تقدر بـ 15 مليار دولار أسبوعيًا في الناتج المحلي للولايات المتحدة، مع احتمال فرض قيود وهمية جديدة ورسوم على الصين بالتعاون مع شركاء أوروبيين، مما زاد من اهتمام المستثمرين بالاقتراب أكثر من الذهب كأصل آمن.

دور الاحتياطي الفيدرالي في دفع مكاسب الذهب ضمن الأسواق العالمية

يراقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل الذي يتوقع أن يشهد خفض أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس، مع توقع استمرار الخفض في ديسمبر، ما يجعل الذهب المستفيد الأساسي من هذه السياسة بسبب انخفاض العوائد البنكية التقليدية، إذ يلجأ المستثمرون إلى الذهب كخيار تحوطي مفضل.
وقد سجل الذهب مكاسب سنوية مذهلة تخطت 61% منذ بداية عام 2025، مدعومًا بعوامل متعددة منها زيادة التوترات الجيوسياسية، ارتفاع مشتريات البنوك المركزية، تنفيذ عمليات “إزالة الدولرة”، وتنامي الاستثمارات في صناديق الذهب. وتشير توقعات مؤسسة ANZ إلى احتمال وصول سعر الذهب إلى 4,400 دولار للأوقية بحلول نهاية العام الجاري.

العنصر المستوى الحالي
حيازات صندوق SPDR Gold Trust 1,022.60 طن
سعر الذهب الفوري 4,233.06 دولار للأوقية
عقود الذهب الآجلة (ديسمبر) 4,246.60 دولار للأوقية

ارتفاع أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم بالتزامن مع صعود الذهب القياسي

لم تقتصر المكاسب على الذهب فقط؛ حيث استقر سعر الفضة الفوري عند 53.07 دولار للأوقية بعدما سجل 53.60 دولار في جلسة الثلاثاء، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1,662.35 دولار، وكان البلاديوم من بين المعادن الثمينة الصاعدة بنسبة 0.3% مسجلاً 1,541.33 دولار، مما يعكس بيئة استثمارية إيجابية للمعادن النفيسة بشكل عام.

  • تصاعد التوترات التجارية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين
  • الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر وتأثيراته على الاقتصاد الوطني
  • توقعات باحتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
  • ارتفاع الذهب كأصل ملاذ آمن للمستثمرين في فترات عدم الاستقرار

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.