قرار صادم.. بعد 9 سنوات من هزيمة إدارية يعود شباب المغرب لكتابة التاريخ وملاحقة المجد الغائب.

يترقب عشاق الكرة العربية المواجهة المرتقبة التي تجمع منتخب المغرب للشباب في كأس العالم بنظيره الأرجنتيني فجر الإثنين المقبل، حيث يسعى أسود الأطلس لكتابة فصل جديد ومجيد في تاريخهم الكروي بالوصول للمباراة النهائية، هذا الإنجاز الباهر لم يأتِ من فراغ بل تحقق بعد إقصاء المنتخب الفرنسي في نصف النهائي بركلات الترجيح المثيرة 5-4، وذلك عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، بينما حجزت الأرجنتين مقعدها في النهائي بتغلبها على جارتها كولومبيا بهدف نظيف.

من الهزيمة الإدارية إلى الحلم: قصة منتخب المغرب للشباب في كأس العالم

تعود فصول هذه القصة إلى ما يقرب من تسع سنوات، وتحديدًا في عام 2016 عندما كان من المفترض أن يلتقي المنتخبان في الدورة الدولية الودية “كوتيف” التي أقيمت في إسبانيا، حيث أوقعت القرعة منتخب المغرب في مجموعة تضم الأرجنتين وقطر وكوستاريكا، لكن المنتخب المغربي اتخذ قرارًا بالانسحاب من البطولة والعودة إلى البلاد قبل خوض أي مباراة؛ وذلك احتجاجًا على بعض المواقف السياسية التي صاحبت حفل الافتتاح، وعلى إثر هذا القرار، اعتبرت اللجنة المنظمة أن منتخب المغرب للشباب في كأس العالم المصغرة تلك خاسرًا لجميع مبارياته بنتيجة 0-3، بما فيها مواجهته التي لم تُلعب ضد الأرجنتين، لتكون تلك الهزيمة الإدارية هي المواجهة الوحيدة المسجلة بينهما قبل لقاء المجد المنتظر.

مسيرة حافلة بالإنجازات لمنتخب المغرب للشباب في كأس العالم 2025

قدم أسود الأطلس أداءً استثنائيًا خلال رحلتهم في البطولة الحالية، حيث تمكنوا من تصدر مجموعتهم الصعبة برصيد ست نقاط، محققين انتصارين ثمينين على منتخبات عريقة، فبدأوا المشوار بالتغلب على إسبانيا بهدفين دون رد، ثم أتبعوه بفوز مثير على البرازيل بنتيجة 2-1، ورغم تعرضهم لخسارة وحيدة أمام المكسيك بهدف نظيف، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التأهل عن جدارة واستحقاق، لتكون مسيرة منتخب المغرب للشباب في كأس العالم مثالًا على الإصرار والعزيمة.

وفي الأدوار الإقصائية، واصل المنتخب المغربي إبهار الجميع، ففي دور الستة عشر، نجح في تجاوز عقبة كوريا الجنوبية بنتيجة 2-1، وسجل أهداف المغرب كل من ياسر زبيري واللاعب الكوري شين مين ها بالخطأ في مرماه، أما في ربع النهائي، فقد قدموا مباراة كبيرة أمام الولايات المتحدة الأمريكية وحسموها بثلاثة أهداف مقابل هدف، في لقاء شهد تألقًا لافتًا للاعب عثمان معما الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة عن استحقاق، ممهدًا الطريق نحو نصف النهائي التاريخي.

طموح تاريخي يراود منتخب المغرب للشباب في كأس العالم أمام الأرجنتين

يدخل ممثل الكرة العربية الوحيد المباراة النهائية بطموح يتجاوز مجرد الفوز، فهو يسعى لدخول التاريخ من أوسع أبوابه كأول منتخب عربي يحقق هذا اللقب العالمي، والثاني على المستوى الأفريقي بعد منتخب غانا الذي توج بالبطولة سابقًا، هذا الحلم الكبير يضع مسؤولية عظيمة على عاتق اللاعبين الشباب الذين أثبتوا قدرتهم على مواجهة الكبار، والمواجهة ضد الأرجنتين، وهي قوة كروية عظمى في هذه الفئة العمرية، تمثل الاختبار الأخير لإثبات أن مسيرة منتخب المغرب للشباب في كأس العالم لم تكن مجرد صدفة بل هي نتاج عمل وتخطيط طويل.

• تجاوز دور المجموعات في صدارة الترتيب بجدارة.
• التفوق على منتخبات أوروبية وأمريكية جنوبية قوية.
• إظهار شخصية قوية في المواجهات الإقصائية الصعبة.
• الوصول للمباراة النهائية كإنجاز عربي وأفريقي فريد.

الآن، تتجه كل الأنظار إلى المواجهة النهائية التي ستجمع بين فريقين يملكان تاريخًا مختلفًا، لكنهما يشتركان في نفس الهدف وهو رفع الكأس الغالية، فهل ينجح أسود الأطلس في تحويل قصة الهزيمة الإدارية القديمة إلى انتصار مجيد يخلده التاريخ.