قفزة غير مسبوقة.. صراعات الصين وأمريكا ترتفع بأسعار الذهب وتغير المشهد الاقتصادي

قفزت أسعار الذهب في الأسواق العالمية بشكل ملحوظ مع تصاعد التوترات بين أمريكا والصين، مما أعاد الذهب إلى الواجهة كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط حالة عدم اليقين الاقتصادية والسياسية، إذ سجل الذهب ارتفاعًا قويًا محليًا أيضًا مع تزايد الطلب عليه.

ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب وبارتفاع الجرام عيار 21

شهد سعر الذهب داخل السوق المحلية قفزة كبيرة بلغ خلالها سعر جرام عيار 21 مبلغ 5850 جنيهًا، وهو العيار الأكثر تداولًا وطلبًا، بينما وصل جرام عيار 24 إلى 6685 جنيهًا، في حين تجاوز جرام عيار 18 حاجز 5000 جنيه لأول مرة مسجلاً 5014 جنيهًا، وهذه القفزة القياسية تعكس تأثر الأسعار بتقلبات الأسواق العالمية وسط استمرار التوترات التجارية والسياسية.

العوامل العالمية وراء صعود أسعار الذهب وتأثيرها على السوق

تأثرت أسعار الذهب عالميًا بالأزمة التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءًا من نوفمبر المقبل، ردًا على تشديد الصين قيود تصدير المعادن النادرة، ما زاد المخاوف المتعلقة بحرب تجارية ممتدة قد تعرقل النمو الاقتصادي العالمي وتجذب المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن، بينما يبدي الجانب الأمريكي استعدادًا للحوار من خلال لقاء بين ترامب وشي جين بينغ المتوقع في كوريا الجنوبية، واحتمالية تمديد هدنة تجارية حال تراجع الصين عن قيودها الجديدة.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي وتوقعات أسعار الذهب المستقبلية

زاد الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع من الضغوط على الأسواق المالية، حيث فشل مجلس الشيوخ في تمرير تمويل لإنهاء الإغلاق للمرة التاسعة، مما زاد من مخاوف المستثمرين بشأن انعكاسات اقتصادية واسعة؛ إذ قد يصل عدد الموظفين الفيدراليين المتأثرين إلى أكثر من 10 آلاف مع خسائر أسبوعية تُقدر بـ 15 مليار دولار، ورغم ذلك، حذر الخبراء من أن الذهب يظل أصلًا استثماريًا ذا قيمة؛ فقد توقع رئيس بنك جي بي مورجان صعود سعر الأوقية إلى 10 آلاف دولار، مشيرًا إلى أهمية الاحتفاظ بالذهب رغم تقلبات السنوات الماضية.

يُظهر ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا ارتباطًا وثيقًا بالأحداث السياسية والاقتصادية المتغيرة، ما يعزز من مكانته كأصل آمن أمام المستثمرين الذين يحرصون على حماية أموالهم ضد المخاطر الاقتصادية، خاصة مع استمرار التوترات التجارية والإغلاق الحكومي الذي يزيد من حالة عدم الاستقرار في الأسواق.