ترامب يعلن لقاء بوتين المرتقب ببودابست .. تفاصيل أسبوعين لإنهاء الحرب الأوكرانية

اجتماع ترامب وبوتين في بودابست يفتح نافذة جديدة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية

يُعد لقاء ترامب وبوتين في بودابست فرصة نادرة لبحث إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي استمرت لأربع سنوات دون حل واضح؛ إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اجتماع مقرر خلال الأسبوعين المقبلين في العاصمة المجرية، حيث يرنو إلى فتح صفحة جديدة للسلام، مؤكدًا أن الترتيبات اللوجستية تجري بسلاسة وأمله في تحقيق نتائج إيجابية.

التحضير لاجتماع ترامب وبوتين بعد لقاء تمهيدي مع زيلينسكي في واشنطن

سبق الاجتماع في بودابست لقاء تمهيدي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض؛ بهدف مناقشة المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، والعمل على صياغة مقاربة متوازنة تجمع مصالح كلا الجانبين، كييف وموسكو؛ ويُعَد هذا الترتيب محاولة منكَّرة لإعادة الولايات المتحدة كوسيط فعال في الملف الأوكراني، مما يعكس رغبة واشنطن في تجنب التصعيد وتعزيز الدبلوماسية.

الاستعدادات الروسية وتعقيدات العلاقات في قمة ترامب وبوتين بودابست

تأخرت موسكو في تأكيد موعد القمة رسميًا، لكنها أظهرت استعدادها للحوار إذا استُوفيت شروط أمنها ومصالحها الحدودية؛ وحذر دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن استمرار إمداد أوكرانيا بصواريخ توماهوك قد يُعقّد أي مسار دبلوماسي محتمل، مطالبًا بضمان تطابق الأفعال الأمريكية مع تصريحات السلام المُعلنة؛ وقد اتُفق على عقد اجتماعات تحضيرية بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي وفرق العمل لوضع جدول الأعمال وتحديد أولويات القمة، التي تشمل وقف إطلاق النار، الانسحاب التدريجي للقوات، وضمانات أمنية متبادلة.

بودابست موقع استراتيجي وجدل قانوني يُحيط بقمة ترامب وبوتين

اختيار بودابست لاستضافة اللقاء يأتي نظرًا للعلاقات المتوازنة التي تجمع المجر بموسكو، حيث صرح فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، بأنها تمثل الجزيرة الأوروبية الوحيدة التي يمكن أن توفّق بين الطرفين دون ضغوط خارجية، مُشيرًا إلى استعداد بلاده لتوفير الضمانات الأمنية للوفود المشاركة؛ ومع ذلك، يثير وجود مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين مشكلة قانونية محتملة، إذ أن المجر عضو في المحكمة، مما قد يضع القمة في إطار قانوني معقد إذا دخل الرئيس الروسي الأراضي المجرية رسميًا.

الصواريخ الأمريكية ودورها في مفاوضات ترامب وبوتين حول الحرب الأوكرانية

تحتل قضية تسليح أوكرانيا، لا سيما الصواريخ بعيدة المدى كصواريخ توماهوك، مكانة بارزة في المحادثات؛ فقد أعرب ترامب عن تحفظه على تسليم كييف كميات إضافية من هذه الصواريخ، معتبرًا ضرورة مراجعة دعم الولايات المتحدة العسكري، في حين تعتبر روسيا استمرار تدفق السلاح الأمريكي تهديدًا لأي مفاوضات جادة؛ ويُظهر الموقف تعقيد ملف التسليح العسكري وتأثيره على فرص إحلال السلام.

تكامل التصعيد الميداني مع تحركات دبلوماسية لوقف الحرب في أوكرانيا

تواكب الحملة الدبلوماسية تصعيد روسي ميداني مكثف، يتمثل في استهداف البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، من منشآت الغاز والكهرباء؛ الأمر الذي يثير مخاوف من أزمة طاقة قاسية مع دخول فصل الشتاء، وتتهم كييف روسيا باستخدام الشتاء كسلاح، بينما تبرر موسكو استهدافها لأهداف عسكرية مشروعة، مما يعكس تعقيدات الملف الميداني وتأثيره المباشر على المفاوضات السياسية.

ردود الفعل الدولية حول قمة بودابست ودور أوروبا في التوصل إلى حلول السلام

تتباين المواقف الدولية تجاه القمة، حيث لم تعلن كييف موقفًا رسميًا بعد، لكن مصادر أوكرانية أكدت ضرورة عدم المساس بسيادة الأراضي الأوكرانية في أي مبادرة؛ بينما رحبت بعض العواصم الأوروبية بالفكرة، مشددة على أهمية التنسيق مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لتفادي اتفاقيات جانبية قد تؤثر على الأمن الجماعي الأوروبي؛ ويدل هذا الموقف على تعقيد المشهد الدولي وحساسية الملفات المرتبطة بالسلام.

يتزامن الإعلان عن القمة في وقت يتعرض فيه الرئيس ترامب لضغوط داخلية بسبب استمرار الإنفاق العسكري الأمريكي في أوكرانيا، ومستوى التوقعات السياسية المرتفع لنتائج ملموسة على الصعيد الخارجي؛ وتسعى هذه المبادرة إلى تقديم صورة تضع الولايات المتحدة في موقع مشروع لصناعة السلام، وهو خطاب يستهدف استعادة ثقة القاعدة الانتخابية قبيل الانتخابات المقبلة، رغم أن فرص تحقيق انفراجة كبرى تبدو محدودة في ظل التباينات الحادة بين مواقف موسكو وكييف وتداعيات الحرب الميدانية المتواصلة.