ارتفاع أسعار البنزين والسولار في مصر.. تفاصيل الزيادة الجديدة وقرارات لجنة التسعير التلقائي

شهدت الساعات الأخيرة حالة من الجدل والاهتمام الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعد تداول أنباء مؤكدة عن زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار في مصر، وذلك عقب اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، التي تُراجع الأسعار كل ثلاثة أشهر وفقًا لمتغيرات السوق العالمية.
وأصبحت عبارات مثل “أسعار البنزين الجديدة”، “لتر السولار بكام”، “زيادة البنزين أكتوبر 2025” من أكثر المواضيع بحثًا بين المواطنين، وسط تساؤلات حول نسب الزيادة، وموعد تطبيقها، وتأثيرها على الأسعار المحلية.

قرارات لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية

أكدت مصادر بوزارة البترول والثروة المعدنية أن لجنة التسعير التلقائي انتهت بالفعل من مراجعة الأسعار الخاصة بالمنتجات البترولية، وأن القرار النهائي تم اتخاذه مساء الخميس، على أن يبدأ تطبيق الأسعار الجديدة اعتبارًا من الساعة السادسة صباح الجمعة.
ووفقًا لهذه القرارات، فقد شهدت الأسعار زيادة جديدة في جميع أنواع البنزين والسولار، تتراوح بين 1.75 إلى 2 جنيه للتر الواحد، لتكون هذه الزيادة الثانية خلال عام 2025.

الأسعار الجديدة للبنزين والسولار في مصر

أوضحت المصادر أن الأسعار الجديدة بعد الزيادة جاءت على النحو التالي:

بهذه الأسعار، تكون مصر قد رفعت أسعار الوقود بنحو 12% إلى 15% في المتوسط، وهي نسبة تُعتبر متوازنة مقارنة بالارتفاعات العالمية في أسعار النفط خلال الربع الأخير من العام الجاري.

تصريحات رئيس الوزراء بشأن تحريك الأسعار

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في تصريحات سابقة، أن الحكومة تتعامل مع ملف أسعار الوقود بحذر شديد، وأن أي تحريك في الأسعار يتم فقط بعد دراسات دقيقة تراعي مصلحة المواطن، وتحقيق التوازن بين قدرة الموازنة العامة للدولة والضغوط المعيشية على المواطنين.
وأوضح مدبولي أن هذه الزيادة جاءت ضمن آلية المراجعة الربع سنوية، مؤكدًا أن الدولة مستمرة في تقديم الدعم اللازم لضمان استقرار السوق وعدم حدوث زيادات مبالغ فيها في أسعار النقل أو السلع الأساسية.

كما شدد على أن الزيادة الحالية قد تكون الأخيرة في حال استمرار أسعار النفط العالمية عند مستوياتها الحالية، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز كفاءة منظومة الطاقة وترشيد الدعم بطريقة عادلة.

ما هي آلية التسعير التلقائي للوقود؟

تُعد آلية التسعير التلقائي للوقود من السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها مصر منذ عام 2019، وتهدف إلى تحقيق توازن مستدام بين الأسعار المحلية والعالمية، بحيث يتم مراجعة الأسعار كل ثلاثة أشهر بناءً على ثلاثة معايير رئيسية:

• متوسط سعر خام برنت عالميًا خلال فترة المراجعة.
• سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.
• تكاليف النقل والتكرير والتوزيع محليًا.

وتقوم اللجنة بعد دراسة تلك العوامل بتحديد ما إذا كانت الأسعار تحتاج إلى زيادة أو تخفيض أو تثبيت، مع مراعاة سقف محدد للتغيير لا يتجاوز 10% بالزيادة أو النقصان في كل مراجعة، وذلك لحماية المستهلك من التقلبات المفاجئة.

أسباب الزيادة الجديدة في أسعار البنزين والسولار

بحسب المصادر الرسمية، فإن الزيادة الجديدة ترجع إلى عدة عوامل داخلية وخارجية أثرت على تكلفة استيراد وإنتاج الوقود في مصر، ومن أبرزها:

1. ارتفاع أسعار النفط العالمية

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ارتفعت أسعار خام برنت من 85 دولارًا إلى ما يقارب 95 دولارًا للبرميل، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة استيراد المشتقات النفطية.

2. تراجع الجنيه المصري أمام الدولار

تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار في السوق الرسمية والموازية أدى إلى زيادة تكلفة استيراد النفط الخام ومستلزمات الإنتاج، ما انعكس على أسعار البيع محليًا.

3. ارتفاع تكاليف النقل والشحن

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، ارتفعت تكاليف التأمين والنقل البحري للنفط، مما زاد من الأعباء المالية على الحكومة.

4. الحفاظ على التوازن المالي

تسعى الحكومة إلى تحقيق توازن بين دعم الطاقة وإدارة العجز المالي، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التضخم العالمي وتباطؤ سلاسل الإمداد.

تأثير الزيادة على المواطنين والأسواق

من المتوقع أن يكون لهذه الزيادة تأثير مباشر على أسعار المواصلات العامة والخاصة، إذ تعتمد معظم وسائل النقل على السولار والبنزين بشكل أساسي.
كما يُتوقع ارتفاع تكاليف النقل والشحن للسلع الغذائية والمنتجات الصناعية، مما قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في أسعار بعض السلع الاستهلاكية.
ورغم ذلك، أكدت الحكومة أنها ستعمل على منع أي زيادات عشوائية في أسعار الخدمات، وأن أجهزة الرقابة ستتابع بدقة أي محاولات لاستغلال الزيادة لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

كيف يمكن للمواطنين التكيف مع الزيادات الجديدة؟

مع ارتفاع أسعار الوقود، يمكن للأفراد اتباع بعض الخطوات البسيطة لتقليل التأثير على ميزانياتهم الشهرية:

• القيادة الهادئة وتجنب التسارع المفاجئ.
• إيقاف المحرك أثناء الانتظار لفترات طويلة.
• فحص ضغط الإطارات بانتظام لتقليل استهلاك الوقود.
• التخلص من الحمولة الزائدة في السيارة.
• تقليل استخدام مكيف الهواء إلا في الضرورة.
• مشاركة المركبات مع الآخرين (Carpooling) لتقليل النفقات اليومية.