هدية ملعونة.. شاهد كيف تسبب نجم باريس سان جيرمان عثمان ديمبيلي في ورطة كبرى لوالدته مع الضرائب.
تسببت هدية عيد ميلاد في تفاقم أزمة والدة ديمبيلي مع السلطات الضريبية الفرنسية، حيث تحولت منحة مالية من النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي إلى والدته فاطمة إلى قضية معقدة في أروقة المحاكم، فالهدية التي قُدمت للاحتفال بعيد ميلادها الأربعين أصبحت محور نزاع قانوني يضع تفسير نصوص القانون الضريبي على المحك، ويطرح تساؤلات حول الحدود الفاصلة بين الهدايا الشخصية والدخل الخاضع للضريبة.
جاء هذا النزاع في وقت يعيش فيه عثمان ديمبيلي أزهى فتراته الكروية، فبعد تتويجه مؤخراً بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2025 وقيادته فريقه باريس سان جيرمان لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة، إلى جانب سيطرته على الألقاب المحلية في فرنسا، وجد اللاعب نفسه في قلب عاصفة إعلامية لا علاقة لها بالملاعب، فقد كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الشهيرة أن والدته فاطمة تواجه معركة قضائية مع إدارة الضرائب بسبب مبلغ مالي قدره 200 ألف يورو أهداها إياه ابنها في عام 2017، وهو ما فتح الباب أمام هذه القضية المعقدة.
تفاصيل أزمة والدة ديمبيلي بسبب هدية مثيرة للجدل
تتلخص القضية في كون السلطات الضريبية تعتبر المبلغ المحوّل دخلاً يجب على السيدة فاطمة دفع ضرائب عنه، وهو ما يرفضه فريقها القانوني رفضاً قاطعاً، وأوضح محاميها، هوبير ليفبفر، في تصريحات لوكالة فرانس برس أن الأمر برمته يعود إلى “مسألة تفسير نص ضريبي”؛ فما يراه ديمبيلي هدية بريئة لوالدته في مناسبة خاصة، تراه السلطات معاملة مالية تخضع لقوانينها، وقد تقدمت والدة اللاعب بطلب رسمي إلى محكمة رين الإدارية لإلغاء ضريبة التحويل المالي المفروضة على المبلغ، خصوصاً بعد أن أيّد المدعي العام خلال الجلسة قرار التدقيق الضريبي واعتبره قانونياً، مما يزيد من تعقيد **أزمة والدة ديمبيلي** ويجعل الحكم القضائي مرتقباً.
لماذا اعتبرت السلطات هدية ديمبيلي لوالدته دخلاً خاضعاً للضريبة؟
استند المدعي العام في دعم موقف السلطات الضريبية إلى عدة نقاط جوهرية شككت في طبيعة التحويل كهدية خالصة، حيث أوضح أن هناك ظروفاً محيطة بالعملية تجعلها تبدو كجزء من دخل غير مصرح به، وهو ما يبرر فرض الضريبة، ووفقاً لما نشرته صحيفة “لو تليغرام”، فإن المبررات التي قدمها الادعاء لم تكن قليلة؛ بل كانت مدعومة بقرائن محددة تهدف إلى إثبات أن هذا التحويل لم يكن مجرد هدية عائلية، وكانت أبرز هذه النقاط التي تمثل جوهر **أزمة والدة ديمبيلي** القانونية كالتالي:
- كون السيدة فاطمة كانت تعمل في ذلك الوقت لدى شركة متخصصة في إدارة حقوق صورة ابنها.
- توقيت التحويل المالي الذي تم بعد ستة أشهر كاملة من تاريخ عيد ميلادها الأربعين.
- إيداع المبلغ في حساب مصرفي إسباني لم يتم التصريح به لدى السلطات الفرنسية.
هذه العوامل مجتمعة دفعت الادعاء إلى اعتبار المبلغ جزءاً من الأرباح الخاضعة للضريبة، بدلاً من كونه هبة شخصية، مما وضع والدة اللاعب في موقف صعب يتطلب منها دفع مساهمات ضريبية إضافية باهظة، فالقضية لم تعد مجرد نزاع حول مبلغ مالي، بل أصبحت اختباراً قانونياً دقيقاً لتفسير نوايا المعاملات المالية بين أفراد العائلة الواحدة عندما يتعلق الأمر بشخصيات عامة وثروات ضخمة.
دفاع فاطمة ديمبيلي وشروط اعتبار التحويل المالي هدية قانونية
في المقابل، بنى الفريق القانوني للسيدة فاطمة، التي لم تحضر الجلسة بنفسها، دفاعه على أن التحويل كان هبة خالصة ولا يمكن تصنيفه كدخل، موضحاً أن عدم تصريحها بالمبلغ لا يعني وجود نية للتهرب الضريبي، وأشار المحامي إلى أن القانون الضريبي الفرنسي يضع معايير واضحة لاعتبار الأموال هبة معفاة من الضرائب، أهمها أن يتناسب المبلغ مع دخل المانح، وأن يرتبط بمناسبة أو حدث مهم في حياة المتلقي، وهذا بالضبط ما يراه الدفاع منطبقاً على **أزمة والدة ديمبيلي**، حيث يعتبر أن عيد الميلاد الأربعين للأم يمثل حدثاً استثنائياً يبرر تقديم مثل هذه الهدية من ابنها النجم، مؤكداً عدم وجود أي احتيال ضريبي في هذه العملية، وبناءً على ذلك، طالبت والدة اللاعب المحكمة بإعفائها من كافة الالتزامات المالية المترتبة، والتي تشمل “مساهمة استثنائية على الدخل المرتفع” و”مساهمات للضمان الاجتماعي” بالإضافة إلى الغرامات المالية.
ويبقى القرار النهائي معلقاً بيد محكمة رين الإدارية، التي ستفصل في هذه القضية الشائكة لتحديد ما إذا كانت الهدية مجرد تعبير عن حب الابن لوالدته أم معاملة مالية تخضع لقوانين ضريبية صارمة، وهو ما يضع مستقبل هذه القضية في حالة من الترقب.