قفزة غير مسبوقة.. أسعار المعادن النفيسة والنادرة ترتفع مع صعود الذهب والبلاتين وتحطيم الروثينيوم للأرقام القياسية في أكتوبر

أسواق المعادن الثمينة في 2025 تشهد ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تجاوزت أسعار الذهب 4 آلاف دولار للأونصة لأول مرة، وارتفعت الفضة لمستويات تاريخية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار وتعاظم المخاوف الاقتصادية العالمية، ما دفع المستثمرين للبحث عن المعادن الثمينة كاستثمار آمن وملاذ يحمي رأس المال في بيئة متقلبة.

عوامل تدفع أسعار المعادن الثمينة للارتفاع في 2025

تأتي موجة الصعود في أسعار المعادن الثمينة نتيجة مجموعة من العوامل التي تزيد الطلب عليها بشكل ملموس، أولها طلب المستثمرين على الملاذ الآمن في ظل أزمة اقتصادية عالمية متعاظمة وتوترات سياسية متزايدة، فتتحول أنظارهم نحو الذهب والفضة بعيدًا عن الأصول عالية المخاطر كالأسهم والعملات. كما أن تراجع الدولار الأمريكي يجعل المعادن المقومة بهذه العملة أكثر جاذبية لباقي الدول، خاصة مع الطلب الصناعي المتزايد على الفضة وبعض المعادن البلاتينية المستخدمة في صناعة الطاقة الشمسية والإلكترونيات، وهو ما يعزز الإقبال عليها. من الناحية الأخرى، يواجه الإنتاج المعدني تحديات عدة مثل المشكلات اللوجستية والتنظيمية والظروف المناخية في الدول المنتجة، ما يقلل العرض، إضافة إلى توقع حدوث عجز في البلاتين خلال 2025. أيضًا، التوقعات بخفض الفائدة في الاقتصاد العالمي تعزز الطلب على المعادن التي لا تدر عائدًا مباشراً.

الذهب والفضة: ارتفاع الأسعار وسط طلب استثماري وصناعي متزايد على المعادن الثمينة

الذهب يُعتبر المرجع التقليدي لقيمة المعادن الثمينة، وقد بلغ سعره مستويات قياسية هذا العام، مسجلًا قفزة تزيد عن 50% منذ بداية 2025 بفضل زيادة مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الفرديين. بنك أوف أمريكا توقع وصول سعر الذهب إلى 5,000 دولار للأونصة في 2026، مما يعكس الثقة الكبيرة في استمرار صعوده. بالمقابل، سجلت الفضة صعودًا حادًا تجاوز الأداء النسبي للذهب أحيانًا، لكنها تبقى أكثر تقلبًا؛ ويعود ذلك إلى الطلب الصناعي المتصاعد خاصًة في قطاع الطاقة الشمسية الذي يستخدم الفضة في تصنيع الألواح الكهروضوئية، ما رفع أسعارها بنسبة بين 12 و15% خلال فترة قصيرة. هذه الزيادة تعكس القوة التي تضفيها الصناعات التكنولوجية والطاقة على سوق الفضة.

المعادن البلاتينية والندرة التي تعزز قيمتها في السوق العالمية

تشمل المعادن البلاتينية مثل البلاتين والبلاديوم والروديوم والإيريديوم والأسميوم، والتي تشهد ارتفاعًا في الأسعار بسبب نقص العرض والاستعمالات المتعددة لها. خسائر الإمداد في البلاتين نابعة من مشكلات إنتاجية في الدول الرئيسية المنتجة، مما يخلق نقصًا متزايدًا يؤثر على الأسعار. البلاديوم يرتفع سعره غالبًا متجاوزًا الذهب، نظراً لاستخدامه المكثف في محولات عوادم السيارات، مما يدفع الطلب للأسعار نحو الارتفاع المستمر. أما الروديوم فيتميز بندرة كبيرة وقيمة عالية، ويُستخدم بصورة رئيسية في المحولات الكاتاليتية للسيارات، وهو ما يُفسر سعره المرتفع جدًا نظرًا لعرضه المحدود. هذه المجموعة من المعادن تتواجد في درجات ندرة عالية، وترتبط قيمتها بشكل مباشر بالطلب الصناعي والاستهلاكي المحدود.

المعدن الاستخدامات الرئيسية سبب ارتفاع الأسعار
الذهب استثمار، مجوهرات، مخزون قيمة شراء البنوك المركزية، ضعف الدولار، توترات عالمية
الفضة طاقة شمسية، إلكترونيات، استثمار الطلب الصناعي المتزايد، تقلبات السوق
البلاتين صناعات السيارات، طاقة نقص الإنتاج، مشكلات لوجستية
البلاديوم محولات السيارات الطلب الصناعي المستمر، ندرة العرض
الروديوم محولات السيارات، صناعات متخصصة ندرة كبيرة، عرض محدود

أما المعادن الأكثر ندرة مثل الإيريديوم، المعروف بمقاومته العالية للتآكل والحرارة، والأوسميوم الأقل توزيعًا في القشرة الأرضية والرينيوم المستخدم في المحركات النفاثة والسبائك عالية الأداء، فهي تعزز ثراء سوق المعادن الثمينة بقيم تتجاوز تلك المتداولة بوجه شائع، بالرغم من أن الروديوم يبقى الأغلى تداولًا تجارياً بسبب الندرة النسبية والطلب الكبير في قطاع السيارات والتقنيات المتقدمة.

تزايد أسعار المعادن الثمينة في 2025 يعكس تحولات عميقة في الاقتصاد العالمي، حيث تنعكس الضغوط الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية مباشرة على قيمة هذه الأصول؛ مما يجعلها خيارًا بارزًا للمستثمرين الباحثين عن الحماية وتنويع المحافظ وسط بيئة مالية معقدة.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.