صدمة العمر .. الفنانة يسرا تكشف لأول مرة كيف سبب لها والدها «تروما» بعد رفضه القاطع مشاركتها في «دور العشيقة»

تُعد تجربة يسرا المؤلمة مع والدها أحد الجوانب الخفية في حياة أيقونة الفن العربي، التي لطالما أمتعت جمهورها بأدوارها القوية وشخصيتها الساحرة، فخلف الأضواء والشهرة، تخفي النجمة الكبيرة ذكريات صادمة كشفت عنها مؤخرًا، موضحة تأثير والدها العميق على مسيرتها المهنية وطفولتها، فمن رفضه لدور جريء، إلى صدمة نفسية عاشتها بعد إبعادها القسري عن والدتها، تتكشف فصول من المعاناة التي ساهمت في نحت شخصيتها الصلبة اليوم.

بداية تجربة يسرا المؤلمة مع والدها ورفضه لدور جريء

تعود فصول القصة إلى بداياتها الفنية الطموحة، حيث واجهت موقفًا صعبًا شكّل أولى ملامح تجربة يسرا المؤلمة مع والدها، فقد عُرض عليها دور محوري وجريء لشخصية “عشيقة” في أحد الأعمال السينمائية الهامة، وهو الدور الذي كان يمكن أن يمثل نقطة انطلاق قوية لها، لكن والدها اعتبره غير لائق تمامًا ويتنافى مع التقاليد، فرفضه بشكل قاطع معلنًا موقفه الصارم بعبارة حاسمة “بنتي متطلعش عشيقة”، وقد ذهب الدور لاحقًا للفنانة القديرة صفية العمري التي أبدعت فيه، لكن هذا الموقف ترك أثره في ذاكرة يسرا كأحد التحديات المبكرة التي فرضتها السلطة الأبوية على طموحها الفني، مما جعلها تدرك مبكرًا أن طريقها لن يكون مفروشًا بالورود.

يسرا وعلاقتها بالمرآة: صراع داخلي مع تغيرات الزمن

بعيدًا عن تأثير والدها المباشر، تخوض يسرا صراعًا آخر من نوع مختلف، وهو صراع داخلي مع الذات أمام المرآة، وهو انعكاس للضغوط التي تواجهها أي شخصية عامة مع تقدم العمر، فقد صرحت بشفافية بأنها لم تعد تحب النظر إلى المرآة في الآونة الأخيرة؛ لأنها تجعلها تركز على تفاصيل دقيقة وتغيرات زمنية لا ترغب في ملاحظتها باستمرار، وعلى الرغم من تأكيدها الدائم على حبها لنفسها وتقبلها لجميع عيوبها كجزء من رحلتها، إلا أنها تعترف بحنينها لشكلها في مرحلة الشباب والطاقة المتدفقة، معبرة عن أمنيتها الحالية في أن تفقد المزيد من الوزن، مما يعكس صراعًا إنسانيًا طبيعيًا مع الزمن ومتطلبات الصورة المثالية التي يفرضها عالم الشهرة، وهي معركة نفسية لا تقل ضراوة عن تجربتها مع والدها.

الصدمة الأكبر في طفولتها: تفاصيل تجربة يسرا المؤلمة مع والدها

تتجاوز المعاناة مجرد التحكم في خياراتها الفنية لتصل إلى أعمق نقطة في طفولتها، حيث كشفت يسرا عن أصل تجربة يسرا المؤلمة مع والدها والتي وصفتها بـ”التروما” الحقيقية التي لا تُمحى من الذاكرة، ففي سن الرابعة عشرة، وهي مرحلة تكوين الشخصية والهوية، قام والدها بأخذها لتعيش معه بشكل مفاجئ، مما أدى إلى انقطاعها التام عن والدتها لمدة عام ونصف العام، وهي الفترة التي وصفتها بالأصعب في حياتها لأن والدتها كانت تمثل لها العالم بأكمله ومصدر الأمان الوحيد، لتجد نفسها فجأة تعيش مع شخص يكاد يكون غريبًا عنها، وهو والدها، في تجربة قاسية تركت ندوبًا نفسية عميقة وظلت تؤثر على نظرتها للعلاقات الأسرية لسنوات طويلة.

كيف شكلت هذه المعاناة شخصيتها الفنية القوية؟

لم تكن تجربة يسرا المؤلمة مع والدها مجرد ذكريات عابرة، بل كانت بمثابة وقود دفعها نحو التحدي وإثبات الذات في عالم الفن، فالرفض الذي واجهته في البداية ربما هو ما منحها الإصرار على اختيار أدوار أكثر تعقيدًا وجرأة في مراحل لاحقة من مسيرتها، وكأنها كانت تحاول تعويض الفرص التي حُرمت منها أو إثبات قدرتها على تجسيد كافة الشخصيات دون وصاية، كما أن الألم النفسي الذي عانته في طفولتها منحها عمقًا إنسانيًا استثنائيًا، ظهر جليًا في قدرتها على تجسيد شخصيات نسائية تعاني من القهر والظلم أو تكافح من أجل حريتها، مما جعل أداءها يلامس قلوب الملايين لأنهم شعروا بصدق التجربة المنعكسة في عينيها.

يمكن النظر إلى هذه الاعترافات كجزء من نضج فني وإنساني وصلت إليه يسرا، حيث أصبحت قادرة على مواجهة ماضيها والتحدث عنه بجرأة، وهو ما يعطي رسالة ملهمة لجمهورها حول أهمية الشفاء النفسي وعدم الخجل من مشاركة التجارب الصعبة، إن تحويل الألم إلى قوة، واستخدام تجربة يسرا المؤلمة مع والدها كمصدر للإلهام الفني، هو ما يميز الفنان الحقيقي الذي يستطيع أن يستخرج من معاناته الشخصية إبداعًا يمس أرواح الآخرين، ويؤكد أن الفن ليس مجرد أداء، بل هو انعكاس لرحلة حياة كاملة بكل تقلباتها وانتصاراتها وانكساراتها.

وهكذا، تظل حياة النجوم مليئة بالقصص غير المروية التي تكشف عن جوانب إنسانية عميقة، وتثبت أن وراء كل نجاح باهر رحلة من التحديات الشخصية التي قد تكون أقسى من أي دور يتم تجسيده على الشاشة.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.