مفاجآت السوق .. هل يواجه الذهب موجة تصحيح بعد ارتفاعه إلى 4100 دولار للأونصة؟

شهدت أسعار الذهب العالمية تغيرات حادة وصلت إلى تجاوز 4100 دولار للأونصة، ما يعكس الإقبال الكبير على الذهب كملاذ آمن في ظل توقعات بخفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأمريكي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهذا دفع المستثمرين إلى التوجه نحو المعدن الأصفر كاستثمار مستقر في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

تحليل أسباب تقلب أسعار الذهب ودور “لعنة التصحيح” في تحديد اتجاهاته

مر الذهب بفترات تذبذب قوية تترك أثرًا بارزًا في تاريخه، حيث شهد انهيارين حادين عقب بلوغه أسعارًا قياسية؛ الأول بدأ عام 1980 بعد فك ربط الدولار بالذهب وارتفاع سعر الأونصة من 35 إلى 850 دولارًا، لكن رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة تسبب في هبوط سعر الذهب بنسبة تجاوزت 60%، واستمر الانخفاض لعقود طويلة، أما الانهيار الثاني فكان بعد وصول سعر الذهب إلى 1900 دولار في 2011، عقب الأزمة المالية العالمية وسياسات التيسير الكمي، رغم تحقيقه مستويات قياسية، ثم هبط إلى ما دون 1050 دولار بفعل استعادة الأسواق للثقة في الدولار عبر رفع الفائدة تدريجيًا بين 2014 و2017.

تأثير التطورات الجيوسياسية على ثبات أسعار الذهب وقوة “لعنة التصحيح”

تُعد الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية من بين العوامل الحاسمة في حفاظ أسعار الذهب على استقرارها، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتجددة، إذ يُعتبر الذهب أكثر الأصول حساسية لهذه الأوضاع، وفق آراء الخبراء والمتداولين، ومع تجاوز سعر الأونصة حاجز 4000 دولار، يصبح من الصعب حدوث تصحيح حاد في الأسعار حاليًا؛ لذلك يوصى بأن يحتفظ المستثمرون بسيولة من الذهب لفترات طويلة تفوق السنة، مع الاقتصار على البيع في الحالات الطارئة فقط، خصوصًا في ظل ارتفاع الأسعار بسرعة خلال أسابيع قليلة.

السبائك والجنيهات الذهبية ودورها في تعزيز استثمار الذهب كملاذ آمن وفق نصائح المتخصصين

يمثل شراء السبائك والجنيهات الذهبية حوالي 80% من حركة التداول في سوق الذهب، مقارنة بالمشغولات التي تصل نسبتها إلى 20% فقط، مما يعكس توجهًا نحو الادخار والاستثمار طويل الأجل في المعدن الثمين؛ وينصح الخبراء بالشراء من محلات موثوقة ومُصدّقة، مع التأكد من وجود دمغة مصلحة الموازين والمصوغات، واستلام فاتورة رسمية تحدد الوزن والعيار والسعر، بهدف حماية المستهلكين من الغش التجاري، ويؤكد المختصون أن الشراء يبقى آمنًا في جميع الأوقات مع ضرورة الاحتياط وبيع الذهب عند الضرورة القصوى فقط.

الفترة الزمنية سعر الذهب للأونصة الأحداث المؤثرة
1971 – 1980 35 دولار → 850 دولار فك ارتباط الدولار بالذهب، ارتفاع التضخم، توجهات المستثمرين للملاذ الآمن
1980 – 2000 850 دولار → 320 دولار رفع الفائدة الأمريكية، استعادة الثقة في الدولار، هبوط الذهب لفترة طويلة
2008 – 2011 700 دولار → 1900 دولار الأزمة المالية العالمية، التيسير الكمي، زيادة الطلب على الذهب
2011 – 2014 1900 دولار → 1050 دولار رفع الفائدة تدريجيًا، عودة الاستقرار للسوق والدولار، هبوط سعر الذهب

يبقى الذهب متربعًا على عرش الأصول الآمنة لما يمتلكه من قدرة فائقة على امتصاص الصدمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالأسواق، مع تزايد الطلب المستمر على السبائك والجنيهات الذهبية التي تعبر عن الخيار المفضل للمستثمرين والمدّخرين حول العالم.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة