فرصة استثنائية.. المشروعات الصغيرة في قمة شرم الشيخ تدفع مصر لتصبح مركزًا عالميًا لإعادة الإعمار

تُعد المشروعات الصغيرة فرصًا حقيقية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإعادة الإعمار، خاصةً مع التوجه الجديد الذي طرحته قمة شرم الشيخ للسلام لدعم إعادة بناء قطاع غزة بشكل متكامل. يبرز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة كمحرك رئيسي في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنمية القطاعات الإنتاجية والخدمية، عبر إقامة مناطق اقتصادية خاصة على حدود مصر.

دور المشروعات الصغيرة في دعم إعادة الإعمار من خلال إنشاء مناطق اقتصادية خاصة

اقترح اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة تأسيس مناطق اقتصادية خاصة على الأراضي المصرية تكون قريبة من الحدود؛ لتتولى دور البوابة الرئيسية لجهود إعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى تعزيز المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن مؤتمر شرم الشيخ للسلام. وبيّن المهندس علاء السقطي، رئيس الاتحاد، أن هذه الخطوة لم تقتصر على الدعم الإنساني والسياسي فقط، بل تعد فرصة اقتصادية استراتيجية لمصر لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتنشيط حركة القطاع الصناعي والخدمي، وجذب استثمارات أجنبية مباشرة متنوعة.

تعزيز الربط بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة وسلاسل التوريد الخاصة بمشروعات الإعمار

يرى الاتحاد أن إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة سيمكن من تسهيل توجيه التمويل الدولي نحو جهود الإعمار، حيث يتم توجيه الأموال لشراء السلع، المعدات، والمواد المطلوبة بطريقة فاعلة، مع اعتماد المصانع والشركات المصرية في كل التخصصات على تصنيع وتجميع كافة المستلزمات داخل مصر. كما يبرز أهمية تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية التي تدعم جهود الإعادة، من خلال تفعيل دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة وربطها بسلاسل توريد مشروعات البنية التحتية الكبرى، مما يعزز استدامة القطاع ويحفز الصناعات الوطنية المتنوعة.

تطوير القدرات البشرية والترويج الدولي للمناطق الاقتصادية الخاصة في إطار جهود إعادة إعمار غزة

تقرير الاتحاد يؤكد على ضرورة دعم مراكز التدريب المتخصصة لرفع كفاءة العمالة المصرية، مع إطلاق حملات ترويجية موجهة للدول والجهات المانحة المشاركة في جهود إعادة الإعمار. تتضمن الخطة تنظيم ملتقيات استثمارية تجمع بين وفود الدول الداعمة لعرض فرص حقيقية للاستثمار في المناطق الاقتصادية الجديدة. في هذا السياق، يؤكد الاتحاد استعداد جميع أعضائه من جمعيات المستثمرين للتعاون السريع مع الحكومة لتوفير وحشد السلع والمنتجات اللازمة من المصانع المنتشرة في محافظات مصر كافة، ما يسرّع إعادة الحياة للقطاع ويخلق فرص عمل حقيقية مع تدفقات نقد أجنبي تُسهم في النمو الاقتصادي.

تؤكد مخرجات قمة شرم الشيخ أن المشروعات الصغيرة تمثل ركيزة حيوية في استراتيجية إعادة إعمار غزة، حيث الاستثمار في هذه المناطق الاقتصادية الخاصة لا يعزز الاقتصاد الوطني فقط، بل يجعل من مصر محورا مهما للتنمية والاستقرار في المنطقة، معززًا مكانتها الإقليمية وقدرتها على استقطاب الاستثمارات النوعية. نظام العمل الجاد والتعاون بين القطاعين العام والخاص سيكون مفتاح نجاح هذه الخطوة وتحقيق الفوائد المرجوة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.